ads980-90 after header


الإشهار 1


الزبير الخياط يكتب عن عبد السلام بوحجر: شاعر الجمال (+فيديو)

الإشهار 2

الشاعر عبد السلام بوحجر جمع بين رهافة الشعر وغنائيته وعمقه ، شاعر لا يتساهل مع أدواته اللغوية نحوا وبلاغة وعروضا . يكتب القصيدة العمودية والتفعيلية باقتدار ونفََس لا ينقطع ولا يلهث . وثقافته الشعرية والعامة تدل على مقروء ثر متنوع مرتبط بمعارف شتى سخرها في خدمة الشعر ، وملاحظاتُه اللغوية والشعرية دقيقة ولمّاحة تكشف لك عن عارف بالشعر ، وراسخ في علمه .

عبد السلام بوحجر شاعر توج بعدة جوائز شعرية دلت على علو كعبه في الشعر وقوته التنافسية فيه ولعل أهمها جائزة الجاحظية وجائزة القدس الدولية ، شاعر يسرق الأضواء في اللقاءات الشعرية بأدائه الجميل . وللأسف فإن الشعر المغربي فَوَّتَ على نفسه تسويق شاعر في حجم عبد السلام بوحجر عربيا من خلال منحه شرف تمثيل المغرب في مهرجانات يمثلنا فيها للأسف كثير من المتشاعرين الذين تسببوا في إحراجٍ كبير للشعر المغربي فاتُّهم بالضعف وفقر الإبداع .

وجه آخر للشاعر عبد السلام بوحجر هو صرامته وحدته اللتان ربما ورثهما من أصوله الريفية ، غير أن هذه الصرامة كانت ضد ظواهر سلبية نخرت جسم الشعر المغربي كادعاء الشاعرية والتقرب من منظمي المهرجانات ، أو عدم تقدير اسمه التقدير الذي يليق به وهو الشاعر الذي كثيرا ما اعتذر عن لقاءات تضع اسمه مع أسماء لا يراها من مقامه … وما ذلك إلا دليل على اعتزازه بفنه وبشخصه كشاعر له قيمته ورمزيته التي يرفض أن يتلاعب بها بعض المتطفلين على الكتابة وتنظيم اللقاءات الثقافية . وأذكر من احترامه للمقامات أنه  حضر في تكريم لي وطلب منه محبوه في المدينة أن يقرأ لهم قصيدة “مها” على هامش الحفل بل حاصروه في القاعة استبقاء له فيها غير أنه ردهم ردا جميلا بقوله : “أنا الآن في مقام تكريم شاعر صديق ولن أقرأها إلا في مقامٍ أكون فيه شاعرا مدعوا على المنبر” ، وفعلا كان ذلك ونحن نستدعيه لنوقع له ديوانه الجميل “الغناء على مقام الهاء” .

الشاعر عبد السلام بوحجر من الشعراء الذين حوصروا وطنيا . فشاعر من قيمته نادرا ما مثل المغرب في مهرجان ثقافي عربي أو دولي وأشعاره تغيب عن المقررات الدراسية التي فُتحت أمام من هم دونه قيمة أو دون قيمة الشعر السليم . وحصار وتهميش كفاءة شعرية مثل كفاءة عبد السلام بوحجر وجه واضح للفساد الثقافي ببلادنا .

أشير كذلك إلى أن عبد السلام بوحجر ترك لنا روائع شعرية نقرأها ونستعيدها ونطلب منه إلقاءها وأغلبها مضمن في ديوانيه الأخيرين ” ستة عشر موعدا” و “الغناء على مقام الهاء” لا نشبع من رقصة الوصل ومها و أصوات من الداخل ومقام الجنون و من مشاكسات امرأة وطقوس الملكة ….. وهي قصائد قلما تجتمع لشاعر إلا إذا كان راسخ العلم في الشعر . وللأسف فتجاهلها في المقررات والمؤلفات يُفَوِّتُ على أجيالنا فرصة قراءة الشعر الجميل ويجعل قدوتهم في الكتابة من ضعاف المواهب ، أو ينفرهم مما هو مغربي فلا يرون الابداع إلا عند غيرنا .

عبد السلام بوحجر شاعر في زمن قل فيه الشعراء . قامة لا تطاولها القامات ، شاعر أفتخر بصداقته وصحبته والاستماع إلى شعره ونبضه الفني والإنساني . وما ذكرته في شهادتي إلا غيض من فيض اللقاءات والأحاديث والجلسات والقراءات التي جمعتنا ولا تتسع لها سطور هذه الشهادة . تحيتي للعزيز الكبير مقاما الشاعر المغرد عبد السلام بوحجر الذي وصفته دائما بشاعر الجمال.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5