مزبلة مدينة تازة كارثة بيئية تهدد ساكنة المدينة
تعيش ساكنة الأحياء الشمالية لمدينة تازة وخاصة القريبة كحي الملحة وحي الشلوحة القصديري ودوار اصدور.. وضعا مأساويا يتنافى جملة وتفصيلا مع الخطاب المعلن حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، نتيجة تراكم الأزبال والقاذورات حيث مطرح للازبال الذي تتكدس فيه القاذورات وتتسع رقعتها لتتراكم بجانب الأراضي الزراعية المجاورة للمكان المذكور، وهو ما ترجم موجات القلق والإستياء في صفوف السكان، وتدمر فعاليات المجتمع المدني ونشطاء الأحياء المجاورة للمكان ، حيث باتت هذه النفايات تهدد أمنهم الصحي، لما تنشره من روائح كريهة وأوساخ وقاذورات ، نتج عن ذلك تواجد أنواع الحشرات والسموم ،واعتبر المتضررون في عدة شكايات بان هذه المزبلة لا تخضع للمراقبة وبالتالي فهي تشكل إحدى مظاهر التدهور البيئي بالمدينة ، و أن مكان النفايات لا تخضع لأي حراسة و تكديسها يؤدي إلى تناثر أجزاء منها ،ثم إن هذه الأنواع من النفايات تحتوي على مواد خطيرة الشيء الذي يزيد من خطورتها طريقة إفراغها ،وهو ما يشكل خطورة فعلية على ساكنة الأحياء المجاورة ، وقد لاحظ العديد من المتتبعين وجود بعض المواشي و هي ترعى داخل المطرح و بتناولها المواد البلاستيكية قد يؤدي إلى اختناقها، أو مواد خطيرة تتسبب في تسممها، كما أن تواجد المطرح المذكور بالمدار الحضري وكذا تمركزه بين مدخل المدينة والطريق السيار يسئ إلى منظرها العام و يعطي انطباعا سيئا على جمالية المدينة
وبالتالي تساهم هذه المزبلة في توسيع رقعة البقع السوداء بسبب تطاير الأكياس البلاستيكية بحيث تشكل هذه الأخيرة 8,1 % من حجم النفايات الصلبة و تنبعث منها روائح كريهة و غازات خانقة ناتجة عن عملية التخمر و الترميد الذاتي، بحيث يمكن أن تتركز بشكل كبير على محيط المزبلة خاصة في الفصل البارد الذي يساعد على تلاحم الجزيئات الغازية و تقل الهواء المحمل بالغازات يساهم في اتساع رقعة التلوث ، وقد ينجم عن تكدس النفايات كذلك تسرب مادة عصارة الأزبال مما يؤدي إلى تلوث مياه الفرشة المائية ،ومن تم حسب المهتمين بالمجال البيئي تظهر خطورة هذه الفرشة لما لها من منحى هيدروجيولوجي ذو إتجاه جنوبي غربي حيث توجد العديد من الدواوير التي تعتمد على الإستغلال المباشر للفرشة المائية،
و هو ما ينتج عنه العديد من الأمراض و الأوبئة، كل هذا في آخر المطاف حسب المهتمين ذاتهم يضر بصحة الإنسان الحيوان والنبات ، وفي السياق ذاته بعث المواطن أحمد حليم رسالة للمسؤولين بالجماعة والعمالة مفادها أنه وعائلته مهددين باستمرار في سلامتهم الصحية بسبب تواجد مطرح للنفايات المنزلية تابع للمجلس البلدي والذي تنعدم فيه الشروط الصحية ، وقد سبب له ولاطفاله أضرار صحية جراء انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة بمنزله ، مضيفا بان مفرغ النفايات هذا يوجد على مرمى حجر من المدرسة الإبتدائية بحي الملحة وعلى مقربة من الطريق المؤدية إليها والتي يسلكها أغلب التلاميذ في طريقهم إلى المدرسة ، وهو ما يشكل تهديدا لسلامة التلاميذ الصحية إضافة إلى التهديد الذي تشكله العديد من الكلاب الضالة المرابطة بمحيط المطرح المذكور .
فمكان المزبلة حسب بعض المهتمين والمتضررين غير قانوني بحكم أن جمع النفايات والذي من اختصاص الجماعة الحضرية لتازة المكلفة بنقل الأزبال إلى المطرح الخاص ، من جهة أخرى، انتقدت أوساط جمعوية مهتمة بالمجال البيئي يالمدينة غياب أدنى مواصفات التكييف لمتطلبات العمل الجماعي والفعل الميداني على مستوى تهيئة محيط الاحياء المجاورة ، والإنفتاح على قضايا الساكنة وعلى مستلزمات حياتهم اليومية، وتنقية مجالات تحركاتهم وعيشهم من القاذورات و الأزبال، كورش اشتغال يومي بجانب المواطنات والمواطنين للتعبير عن انشغالاتهم وتطلعاتهم والدفاع عن قضاياهم العادلة في التنمية، وتحويل مطرح الأزبال والقاذورات إلى مكان يتلاءم مع الواقع المجالي ، تماشيا مع مقتضيات الميثاق الجماعي الجديد، وكان رئيس المجلس البلدي بعث بجواب ، بعض توصله بعدة شكايات بخصوص مطرح الأزبال مفاده أن المجلس البلدي سيقوم بما يلزم لرفع الضرر على المشتكين ، إلا أن ذلك لم يتم بعد ، وعليه طالبت بعض الفعاليات من المجلس الجماعي ، بضرورة الإهتمام بهم كمواطنين يحق لهم العيش الكريم في سياق ما صار يتطلبه تدبير الشأن المحلي من إنشاء وترسيخ أسس الحكامة والتنمية المحلية، وتعضيد مشاريع التنمية المحلية،والرفع من مؤهلات الأحياء السكنية ، وإستثمار مجالها الترابي لتنمية المنطقة
www.alhadathtv.ma