المستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة : الخصاص غير المبرر في طب القلب والشرايين

www.alhadattv.ma
عندما يدخل المرء إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة بمدينة تازة إلا وتستقبله المفاجآت الغير منتظرة كون أننا ندخل المستشفى وفي اعتقادنا انه يوفر جميع الخدمات لجميع الفئات من نساء وأطفال وشيوخ ومرضى آخرون ….
أول ما يستقبلك تكدس كبير أمام مكتب أداء الفحوصات والتحاليل إذ يختلط المرضى بأنواعهم نساء حوامل قدمن من جهات الإقليم ونساء يرافقن أطفالهن المرضى ومرضى السيليكوز وباقي المرضى …. ، ليس هناك تنظيم يسهل العملية للمرضى من خلال تقييذهم وتسهيل عملية الأداء وتجنيبهم الاحتكاك خصوصا وان الأطفال والنساء الحوامل أكثر حساسية لالتقاط الأمراض لضعف المناعة في هذه الفترة . فقد يحمل بعض المرضى أمراضا معدية يمكن انتقالها بسهولة .
ويمكن لأي عملية تنظيمية بسيطة أن توفر عن المرضى وذويهم العناء والاكتظاظ وربما العدوى
بعد كل المراحل التي يقضيها المريض للوصول إلى المختبر لإجراء التحليل يفاجأ بان الآلة الخاصة بتحليل نسبة الحديد في الدم معطلة ، والحل الذي يقدم للمريض هو الذهاب إلى مختبر خاص لإجراء التحليل ، ويعلم الله كم هي مدة عطل هذه الآلة ، ولماذا لم يتم إصلاحها أو تعويضها . إضافة إلى بعض التحاليل الأخرى الغير ممكنة داخل المستشفى ، القادمون من وادي أمليل و أكنول وتاسناست وتاهلة يصبحون في حيرة من أمرهم كون أن هذه الجماعات لا تتوفر على أطباء أخصائيين ، ولا على مختبر للتحاليل أي أن اللجوء إلى مدينة تازة سيصبح أمرا حتميا … من اجل تحليل بسيط تطالب النساء الحوامل بإجرائه ، بمعنى مشقة جديدة ومصاريف أخرى وبالتالي ليس هناك أي حضور لوزارة الصحة في عملية تقديم الخدمات بالمستشفى ، مما يعود بنا إلى أسلوب تدبير مرفق عمومي والاجتهاد في توفير على الأقل الخدمات الأساسية للوافدين على المستشفى من المناطق النائية …
أما ما يخص القلب والشرايين فذاك أمر آخر بعد انتقال الطبيب المختص ، فحسب عاملين بالمستشفى ظل هذا الأخير بدون طبيب مختص لعدة شهور ، الأمر الذي كان يدفع بالحالات الصعبة إلى المركز الاستشفائي بمدينة فاس، ولم يتم تعويض الطبيب ، وإذا كانت إدارة المستشفى تتهرب من تحمل المسؤولية في هذا المشكل ، لأنه مرتبط بالإدارة المركزية التي لها سلطة الانتقال والتعيين … السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن السماح بانتقال أطباء من دون توفير من يعوضهم لنفس المهمة ، فلا يمكن أن يظل مستشفى إقليمي بدون طبيب للقلب … ربما لأن المواطن بتازة مهمش ، فلا حرج في أن يحرم من طبيب مختص ، وما المستشفى المحلية الذي كانت تنتظره ساكنة كل من تاهلة ووادي أمليل ، وكم اجتهدت من اجل وجوده ليوفر جميع التخصصات سيستمر حلما لن يتحقق .
تتعدد مشاكل هذا المرفق العمومي ومعه تتعدد معاناة المواطنين بكل فئاتهم ، والسمة التي أصبحت تطبع إحساس المواطنين ، أن ليس هناك شيء كبير ينتظر من هذا المرفق الذي في نظرهم لا يحمل من شيء إلا الاسم ، الشيء الذي يجعل المعاناة التي يواجهونها تفقدهم الثقة في الخدمة العمومية وترفع من درجة الإحساس بالتهميش