تحول تازة إلى سوق مصدرة لخادمات البيوت
محمد الحياني
قدرت فعاليات إعلامية أن أعداد خادمات البيوت اللائي تصدرهن تازة للعمل بمختلف المدن المغربية ما بين 300 و800 خادمة وعزت هذه الفعاليات بعد تحقيق صحفي معمق هذه الأرقام التي تجعل تازة على رأس الأقاليم الأكثر تصديرا للظاهرة إلى الانتشار الواسع لسماسرة الخادمات الذين ينشطون بشكل كبير بالمنطقة خاصة بالمراكز القريبة للقرى والمداشر التي تفرز الظاهرة في مقدمتها بني فراسن بدائرة وادي أمليل وأحد امسيلة بدائرة تايناست التي تحولت بها العديد من الفضاءات العامة كالساحات والمقاهي إلى أمكنة يرتادها هؤلاء السماسرة بدعم من بعض رجال السلطة بالمنطقة ويمارسون فيها أنشطتهم بكل حرية حيث يشكل بعضهم شبكة متخصصة في البحث عن خادمات البيوت لفائدة أسر بالبيضاء ومراكش وأكادير وتازة وفاس على وجه الخصوص ورعاة قطعان المواشي كالأغنام والماعز والأبقار سواء بتازة أو خارجها . ولا تفرق شبكات السماسرة بين القاصرين والبالغين بقدر ما يكون همها تلبية حاجيات زبائنها وتحقيق مكاسب مالية هامة مستعينة في ممارساتها على أساليب الغواية و حيل ماكرة وتركيزها في إقناع الأسر الفقيرة على الربح المادي وإخفاء ما يمكن أن تتعرض له الخادمة القاصر من ممارسات التعذيب والتحقير والعنف الجسدي مستغلة عوامل العوز والحاجة المادية الملحة والمستوى الثقافي لهذه الأسر في ظل غياب قوانين ردعية صارمة. وحسب إفادات من المنطقة فإن عوامل مسعفة على شيوع الظاهرة أسهمت في انتشارها من بينها الانتشار الواسع للأمية والفقر في أوساط الأسر التي تسمح لبناتها القاصرات بالعمل كخامات بالبيوت فضلا عن العزلة التي تفرضها الطبيعة التضاريسية الوعرة للمنطقة حيث تسود الجبال وغياب فضاءات ومؤسسات للتوعية والتحسيس بأخطار الظاهرة وبعد المدرسة عن التجمعات السكنية . ويعزى تصدر تازة لباقي أقاليم المغرب إلى خضوع المنطقة لتشخيص ميداني لم يحن بعد تحققه ببعض الأقاليم الأخرى.
إن أهم الإكراهات التي تواجه الاشتغال بتازة تتمثل في صعوبة الولوج لبعض المناطق الوعرة التضاريس وغياب جمعيات محلية متخصصة في الموضوع وتوجه غالبية الجمعيات للمجال التنموي الذي تفرضه خصوصية المنطقة ، وانعدام مؤسسات مدرسية بالقرب من بعض التجمعات السكنية الجبلية فضلا عن إكراهات مادية للتكفل بهذه الفئة في أفق القضاء على الظاهرة بشكل كلي.