ثلاث فنادق متلاشية بتازة العليا تهدد نزلائها بالموت في حال انهيارها عشرات الأسر تضم أزيد من 200 شخص تقطن فندق بنكيران وفندق بلعياشي وفندق الحدادين

www.alhadattv.ma
يونس لهلالي
بواجب كراء يصل ما بين 10 و15 درهم لكل فرد في الليلة الواحدة ، أكثر من 200 شخص يقطنون ومنذ سنوات عديدة ثلاث فنادق قديمة جدا ومتلاشية بتازة العليا، وهي فندق بنكيران وفندق بلعياشي وفندق الحدادين في ظروف غير صحية نظرا لعدم وجود المياه الصالحة للشرب والاستعمالات الأخرى بالفنادق الثلاث مما زاد في انتشار الأمراض بين النزلاء بعد أن أصبحت معظم الغرف المظلمة والغير مناسبة للسكن بؤر لتجمع الحشرات والفئران بالإضافة إلى انبعاث روائه كريهة جدا منها وما ينجم عنها من مشاكل بيئية ، بعد أن كانت بالسابق مخصصة لإيواء الحيوانات كالأبقار والبغال وهو الشأن الذي كان عليه فندق بلعياشي بتازة العليا .
كما أن حالت الفنادق الثلاث أصبحت تعرف تهالكا كبيرا بسبب التشققات التي تعاني منها أسقف كل الغرف التي تنزل منها الأتربة التي أصبحت غير متماسكة وهو الأمر الذي سيتسبب في انهيارات تلك الأسقف وبدلك ستكون الحصيلة ثقيلة في عدد الموتى في حالة انهيارها إن لم تتدخل الجهات المسؤولة لتدارك الوضع لتفادي تسجيل أي حالات وفاة لمكتري تلك الغرف والذين يعيشون أوضاعا مزرية صعبة جدا بسبب الفقر المدقع الذي يعانيه نزلاء الفنادق الثلاث .
كما تشير بعض المصادر فإن فنـدق بلعياشي وفنـدق الحدادين تابعين لوزارة الأوقـاف التي لم تقم بتفقـد تلك البنايات وهل هي صالحة للسكـن أم لا ودلك عبر دعم مكتريهـا من أجل إصلاحهـا أو منع الأشخاص من السكـن بها حفاظا على حياة النزلاء باستثنـاء فنـدق بن كيران الذي يمتلكه ورثة بن كيران والسملالي والذي هو الآخر يعيش نزلاؤه أوضاعا صعبة جدا بسبب الاكتظاظ حيث أن في الغرفة الواحدة يقطن ما بين ثلاث وسبع أفراد وهو الأمر الذي قد ينجم عنه مشاكل بيئية وارتفاع معدلات الجريمة.
كما أن الاكتظاظ السكاني الذي تعرفه الفنادق العتيقة راجع بالدرجة الأولى لغياب دار العجزة بالمدينة العتيقة حيث يلتجئ عدد كبير من المسننين الفقراء إليها لكونها رخيصة الثمن ويؤدي مكتريها واجبا يوميا كونهم لا يستطيعون توفير الواجب الشهري للكراء .
من جهة أخرى فإن الفنادق الثلاث تم تشييدها مند قرون وكانت مخصصة في السابق للزوار الدين كانوا يدخلون المدينة لأجل قضاء أغراضهم الإدارية وغيرها ، كما أنها لا تزال تحافظ على رونقها التاريخي ولذلك وجب الحرص من طرف المسؤولين بتازة على استخدام موارد المدينة العتيقة ومنها صيانة الفنادق الثلاث والتي تتوفر على معالم تاريخية مهمة يجب الحفاظ عليها وإعادة تشييدها دون تغيير معالمها لتجعل من مدينة تازة العليا قطبا سياحيا متميزا في المستقبل لتكون فاعلاً في ميدان التنمية الاقتصادية المحلية .