ads980-90 after header


الإشهار 1


المغرب المنسي: مغراوة بتازة وواقع الحال المزري

الإشهار 2

www.alhadattv.ma
محمد العنصار
تعتبر مغراوة من بين أقدم الجماعات القروية بإقليم تازة وأفقرها، حيث يصل معدل الفقر إلى أرقام قياسية بـ %46 .
رقم مخيف يعكس الواقع الذي تعيشه جماعة فرض عليها الفقر ماديا، تُسير بميزانية لا تكفي حتى لتسيير مخدع هاتفي، بالمقابل تتميز الجماعة بغنى طبيعي وسياحي كبيرين، مما يجعلنا نطرح أسئلة محيرة حول هذا التناقض بين الموارد المالية والمؤهلات الطبيعية والسياحية.
واقع الحال بالجماعة من المحال، مؤشرات تنموية سلبية ومعدلات نمو وصلت إلى %2- حسب الإحصاء الأخير لسنة 2014 ، بالمقارنة مع إحصاء سنة 2004 ، حيث وصل عدد السكان إلى 8204 نسمة موزعة على 1409 منزل، بالمقارنة مع سنة 2004 بلغ عدد السكان 10406 موزعة على 1509 منزل.
ومن أسباب هذا التراجع، عدم توفر الجماعة القروية على موارد مالية كافية يمكنها مسايرة قاطرة التنمية المتوخاة، في وجود صعوبات كبيرة وتحديات تفرض نفسها أمام شح الموارد وبالتالي تنتج عنها نتائج سلبية على الساكنة وعلى عموم دواوير الجماعة الفقيرة .
ومن بين هذه النتائج السلبية انتشار ظاهرة الهجرة القروية نحو جماعة تادارت وتاهلة اللتان حققتا مؤشرات إيجابية في مؤشرات التنمية البشرية حيث وصلت إلى نسبة %5,64 حسب الإحصاء الأخير بالمقارنة مع إحصاء سنة 2004.
من هنا يظهر جليا دور العنصر البشري في تحقيق التنمية، باعتبار أن الرأس المال البشري أحسن استثمار بالنسبة لجماعة قروية فقيرة.
فالحد من الهجرة أولى الأولويات، خصوصا وأن الجماعة تتوفر على حلول تنموية انطلاقا مما تتوفر عليه الجماعة الفقيرة من موارد طبيعية ومالية منها :
البنيات التحية :
1- التركيز على توفير مياه الشرب للساكنة وذلك بحفر الآبار وتجهيزها وإصلاح العيون .
2- فتح المسالك القروية وتعبيدها .
هاتين النقطتين يمكن الاعتماد على شراكاتمع مؤسسات حكومية يمكنها تبني هاته المشاريع التنموية المهمة.
المؤهلات الطبيعية :
1- الميدان الفلاحي: قطاع تعتمد عليه ساكنة المنطقة لتوفير القوت السنوي، فلاحة معاشية فقيرة بالكاد توفر قوت السنة لفلاحين نهش الفقر والعوز حياتهم، خصوصا مع اعتمادهم على أسلوب فلاحي وكأننا في العصور الوسطى.
فلاحة غير متطورة في ظل غياب الدعم والإرشاد الفلاحي، أنشطة فلاحية متجاوزة تعتمد على زراعة القمح والشعير وبعض الأنواع من القطاني،بالرغم من أن المنطقة تتوفر على الظروف المناخية والطبيعية المناسبة لتكون قطبا فلاحيا مهما خاصة فيما يخص بعض الأنواع من أشجار الورديات كالكرز والتفاح والإجاص واللوز، زراعة يمكنها أن تحقق للمنطقة أرقام معاملات مهمة اقتصاديا، وأن تضخ أموالا مهمة بخزينة الجماعة، عبر انتعاش الأسواق وتوفير فرص الشغل طيلة السنة.
فالمطلوب تشجيع الفلاحين على تغيير نمط استغلال الأراضي الفلاحية، خصوصا بعدما أصبحت مئات الهكتارات خالية ومهجورة، بعد هجرة الشباب وتوالي سنوات الجفاف، ليبقى الخيار الوحيد أمام المنطقة هو الاتجاه نحو غرس الأراضي في وجود فرشة مائية كبيرة ومهمة ببعض المناطق ستساهم في نجاح هذا المشروع الكبير .
2- السياحة الجبلية : قطاع مهم لا يحتاج إلا للقليل من العمل لوضعه على السكة الصحيحةن خصوصا وأن كل عوامل النجاح توفره الطبيعة بوجود مغارات ووديان وبحيرات وآلاف الهكتارا

ت من غابات الأرز والبلوط، ومسالك جبلية جميلة ومحطة للتزحلق مغلقة إلى إشعار أخر.
مؤهلات طبيعية يلزمها بنيات تحتية من مآوي سياحية على طول الطريق، وفي بعض النقط المهمة، مع علامات التشوير الطرقي باللمناطق السياحية بالجماعة، وتعبيد الطريق المؤدية إلى البحيرة الطبيعية أيت اسماعيل، والطريق إلى الواد البارد، بالإضافة للطريق إلى مغارة تيخوباي .
فبدون التفكير في هاته النقط المهمة :
1- القضاء على الهجرة القروية
2- غرس الأراضي الفلاحية بأشجار الورديات
3- تنمية القطاع السياحي
لن يكون بمقدور جماعة قروية تعتمد على إعانات الدولة في التسيير مواكبة التقدم، وسيأتي يوما تصبح فيه جماعة مغراوة ذكرى جميلة لأجيال عاشت هناك وانقرضت لتروى في الأحلام وفي قصص ألف ميل وميل.
إنه واقع الحال بدون مكياج، واقع يفرض نفسه لعلنا نستيقظ من السبات العميق الذي يهددنا ويهدد أجيال المستقبل المجهول.
ليبقى دور كل أبناء مغراوة وما أكثرهم من مهندسين وخبراء وأساتذة باحثين وأطر عليا في الفلاحة والاقتصاد والسياحة، خصوصا من لهم القدرة على تغيير الواقع بمناطق ولدوا بها وتربوا بأحضانها.
دور يجب أن يلعبه كل واحد من هؤلاء على الأقل اعترافا بالجميل لتلك المناطق التي ولدوا بها .


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5