اتهامات متبادلة بين الزبناء وسائقي سيارة الأجرة الصغيرة في تازة
www.alhadattv.ma
“الطاكسي الصغير”، تسمية تدل على سيارات الأجرة من الصنف الثاني في مدينة تازة، والمقصود تلك السيارات المميزة بذلك اللون الأزرق الباهت، تتجول على مدار ساعات اليوم في شوارع المدينة، بحثا عن زبون يقصد وجهة ما بمقابل بسومة تتحدد حسب رغبة السائق تارة وحسب مسافة التوصيل تارة أخرى لانعدام عداد إلكتروني يحدد سعر المسافة الفاصلة بين نقطة الركوب ونقطة الوصول.
لكن ليس كل طالبي سيارات الأجرة سواسية أمام خدمات السائقين، والأثمنة ليست عادلة دائما. فسلوكات شريحة واسعة من ممتهني سياقة سيارات الأجرة، حولت اللجوء إلى خدمات “التاكسيات”، مناسبة أخرى لتحمل معاناة تنضاف إلى صور معاناة أخرى مرتبطة باستعمال وسائل النقل في مدينة تعرف شوارعها ارتباكا مروريا في أوقات متفرقة من النهار
معاملة سيئة وخدمات رديئة
”أن تستقل تاكسي صغير أنت ومرافقين اثنين لك يكاد يعتبر ضربا من المستحيل خاصة خلال أيام السوق الأسبوعي لأيام الإثنين والخميس والأحد أو العطل والأعياد”، تتحدث “شيماء” عن صورة من المعاناة مع سيارات الأجرة الصغيرة.
وتضيف هذه الشابة العشرينية “أحيانا تشير لسيارة أجرة فارغة الا من سائقها، وعندما ينتبه ان برقتك شخصين آخرين يتجاهلك ويواصل طريقه بحثا عن زبائن منفردين”.
معاناة شيماء تتكرر كثيرا مع مستعملي سيارات الأجرة الصغيرة، لكنها لا تتوقف عن هذا الحد، حيث الذين ينجحون في إيجاد كرسي شاغر في سيارة “تاكسي”، سيكون عليهم أن يحتملو الحالة غير المشرفة للكثير من العربات التي تشتغل في تأمين خدمات مهنة تدر على أصحابها أموالا و التي يقبل سكانها على خدمات سيارات الأجرة.
”من العار أن تستمر مثل هذه العربات في التجول في شوارع تازة”، يتحدث أحد المواطنين عن الحالة المزرية لسيارات أجرة قال إنه اضطر إلى الركوب فيها في مرات عديدة، معتبرا أنه من الواجب على السلطات العمومية التدخل لمنع استعمال سيارات متهالكة في خدمات النقل العموم. “القطاع (يقصد سيارات الأجرة) يدر أموالا طائلة على المستفيدين من المأذونيات فمن واجبهم تجديد عرباتهم وتحسي خدماتهم”، يضيف نفس المتحدث في دردشة بالصدفة مع “الحدث تيفي ”.
للسائقين شكاواهم
من جانبهم، يشتكي سائقو سيارات الأجرة، من جملة إكراهات يقولون إنهم يعانون منها بشكل يومي على أكثر من صعيد، فمشاكلهم لا تتوقف عند ما يحدث مع الزبائن، بل تتعداها إلى مشاكل ميكانيكية قد تعانيها السيارة، ومشاكل مع صاحب المأذونية، وأخرى مع شرطة المرور.
ولعل على رأس المشاكل التي يعانيها السائقون، مشكل ما يعرف في أوساطهم بــ”الريسيطا”، وهو مبلغ يفرضه صاحب المأذونية على السائق الذي يشتغل لحسابه، ويتراوح بين 350 درهما و400درهم في 24 ساعة، بحسب رغبة صاحب المأذونية .
هذا المبلغ، هو إجباري، سواء استطاع السائق أن يحقق دخلا أم لا، حسب ما يؤكده الكثير من السائقين، “نضطر لإكمال المبلغ من جيوبنا. فهم يشترطون علينا منذ اليوم الأول هذا؛ أي إنهم يخبرونك بالمبلغ الذي يطلبون منك إحضاره بشكل يومي، وما عليك إلا العمل بشكل محموم للوفاء بهذا الالتزام”. حسب ما يؤكده أحد السائقين.
ولا يخفي “الزبائن يلوموننا على أشياء كثيرة وهذا من حقهم، لكنهم لا يعرفون ما نعانيه. فمسألة حمل الزبائن الثلاثة بالنسبة لنا مكلفة جدا وقد نؤدي ثمنها من جيوبنا. أخلاقيا، نعرف أن ذلك ليس صحيحا، لكن هذا ينبغي أن يقال لصاحب المأذونية وليس لنا، ناهيك طبعا عن عشرات الخروقات التي نضطر لارتكابها بشكل يومي ونحن نسارع الزمن لنكمل الريسيطا للباطرون بالإضافة يضيف سائق آخر أن سعر التوصيلة على مثن سيارة الأجرة الصغيرة بمدينة تازة ضعيف مقارنة مع مدن مجاورة كفاس ومكناس”.