ads980-90 after header


الإشهار 1


الإعلامـي أحمـد اليعقـوبـي في مساره الدراسي والنضالي والمهني ما بين تـازة والرباط مرورا بالقاهـرة ودمشـق وبغـداد

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

بقلم: امَحمد العلوي الباهي

 

كان ضمن أول بعثة طلابية إلى الشرق الأوسط ، أمر بها
محمد الخامس بعد استقلال المغرب سنة 1956

الصحفي الأستاذ أحمـد اليعقوبـي من مواليد فاتح يناير1936 بحي زقاق الوالي بمدينة تازة العليا، حيث درس بالكُـتاب عند الفقيه عبد الله اليعقوبي، والابتدائي بالمدرسة الحرة بباب الزيتونة، بعدها التحق بالقرويين بفاس 6 سنوات ثانوي، وسنتين نهـائي أدبي- تعليم عالي.. ثم الجامعي بالعراق حيث تخرج من جامعة بغـداد “تربية وعلم النفس”.

كان عام 1955/1956 سنة مفصلية في حياته، إذ أنه ما أن أحرز على العالمية من القرويين حتى صادف ذلك حصول المغرب على استقلاله، فمارس شغفه النضالي الوطني بمدينته تازة طيلة المرحلة الانتقالية الصعبة لأيام الاستقلال.

وكما تُـظهـر إحدى صور المرحلة(رفقته) وبها يظهر أحمد اليعقوبي المثقف المناضل أمام الميكروفون يخطب وينشد ويؤطر حشود الشباب في تجمعات وتظاهرات حماسية وقد لقيت صداها الطيب في الرباط ، إذ أن ملك المغرب محمد الخامس حينها، بعد عودته من المنفى واضطلاعه بمهامه، أمر بإرسال بعثة من الشباب المغربي النشيط والطموح إلى الشرق الأوسط للدراسة والتكوين ليطلع أفرادها بالمهام التي يحتاجها المغرب المستقل، وكان من أفرادها أحمد اليعقوبي لما أظهره من تفوق،

بعد وصول البعثة إلى القاهرة بثلاثة أيام، أُعلن “الاعتداء الثلاثي” على بور سعيد يوم:29 أكتوبر 1956 . فربطت البعثة الاتصال بمكتب المغرب العربي الذي كان في وقتها يقوم مقام السفارة لأن سفير المغرب في مصر لم يكن قد تم تعيينه بعد.

وبسبب العدوان الثلاثي على مصر من قبل فرنسا وإسرائيل وبريطانيا على إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.. تأخر فتح الجامعات في مصر، فأخبرهم السيد بلمليح المشرف وقتها على مكتب المغرب العربي بالقاهرة بأن يستعدوا للذهاب إلى سوريا. إلا أنه عند وصولهم إلى لبنان قادمين إليه من الأسكندرية، صادفوا الحرب الأهلية اللبنانية، ليَـشُـد الرحال، هو أي الطالب أحمد اليعقوبي ومجموعة من رفاقه، إلى سوريا حيث تم تسجيلهم بكلية الآداب قسم ثقافة عامة. وبعد انتهاء السنة الجامعية، جاءهم أمر بالذهاب إلى العراق قصد استكمال الدراسة الجامعية هناك، حيث سُـجل بعضهم في كلية التربية وعلم المفس، وهو منهم، وبعضهم في كلية الحقوق والبعض الآخر في كلية الآداب.. درس أحمد 4 سنوات وحصل على شهادة كلية التربية وعلم النفس من جامعة بغداد.

وزارة التربية المغربية أخبرت بعثة محمد الخامس هذه في سنتها الدراسية الرابعة بأنها في حاجة إلى الأساتذة، لذلك كان عليهم الرجوع إلى الوطن بمجرد التخرج. حيث التحق بعضهم بوزارة الخارجية ووزارة التعليم والبعض الآخر بوزارة الأنباء.

التقى أحمد اليعقوبي بالصُـدفة المدير العام للإذاعة والتلفزيون السيد بلمختار فرحب به بعدما قدمه له أحد أصدقائه وهو السيد العلمي الذي كان يشتغل بالسفارة المغربية ببغداد. وفي اليوم الموالي زار اليعقوبي السيد بلمختار، بإلحاح من هذا الأخير، بمكتبه بالإذاعة والتلفزيون، حيث التقى هناك بالسيد محمد برادة، أحد أصدقائه الذين تعرف عليهم بالقاهرة والذي حبب إليه فكرة الالتحاق بالإذاعة والتلفزة، ومن هناك التحق بوزارة الأنباء، وبدأ العمل بالإذاعة والتلفزيون بالرباط ، كمسؤول على الإذاعة الموجهة إلى موريطانيا آنذاك.

ودامت مدة عمله بالإذاعة والتلفزيون من منتصف 1961 إلى سنة 1975 حيث انتقل للعمل بجريدة الأنباء كمسؤول إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1997.

كتب عنه الإعلامي محمد الأشهب؛ فجعله من الذين صنعوا أيام المجد الأولى للإعلام المغربي السمعي البصري والمكتوب، في وقت لم تكن فيه الأفواج الأولى لخريجي معهد الصحافة قد انتقلت إلى الممارسة.

زرته يوما بجريدة الأنباء وأبديت له رغبتي في تكثيف الجهود لإظهار تازة أكثر بالجريدة من خلال استطلاعاتي وكتاباتي.. إذ كنت مراسلا لها لكثير من الوقت.. فلم ألمس عنده أي شعور محلي أوجهوي.. إذ النظرة كانت عنده أشمل وأعمق تَـلُـفُ الاهتمام بالوطن كله دون أدنى عطف ولا تحيز لجهة ما. وهي ميزة أكبرتها فيه، وسار على نهجها الكثير من التوازة ( إذ تركوا تازة بدون عَرابْ من أهلها) أي تركوها في كَـنَـف ديموقراطية الدولة وتَوَجهها.
==================

نضاله ومقاومته للإستعمار:

كنت أجالس أحد معارفي وهو المقاوم عبد السلام بن الصديق بلقاسم أحد قادة المقاومة بتازة، كنت كلما جالسته إلا وتكلم لي عن أيام المقاومة وبطولاتها بتازة مدينة وإقليم، فكان موسوعة فقدتها تازة بفقدانه. مما أطلعني عليه يوم 22 أبريل 1979 بعض مراسلاته مع رفاقه في الكفاح أيام الاستعمار ومنها رسالة وردت عليه موقعة بتاريخ 15 يناير 1979من المترجم له الإعلامي أحمد اليعقوبي الذي كان في طليعة رجال المقاومة المسلحة بتازة أيام الاستعمار. وقد جاء في بعض سطورها :

“… تعلمون أيها الأخ الكريم ما عاينناه جميعا أيام المحنة الاستعمارية، وإذا كان البعض قد أثرى واغتنى بعد ذلك، وعلى حساب ذلك، فيكفينا أننا قمنا بواجبنا في ظروف عز فيه النصير والمعين، ويهمني بعد هذه المرحلة من العمر أن أترك لأبنائي شهادة تثبت مشاركة والدهم في الدفاع عن هذا الوطن العظيم أيام استعماره… وبالمناسبة، أذَكركم باليوم الذي جئتم تحملون فيه قفة بها مسدسا وقنبلتان وطلبتم مني ومن الأخ مَحمد الأمراني(القائد) الموجود بالدار البيضاء أن نبدأ المقاومة في تازة مباشرة بعد نفي المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه (20 غشت 1953) ولم يكن هناك من يحمل اليوم صفة مقاوم أو يتحمل مسؤولية حزبية…”.

إنها صورة أخرى للإيثار ونكران الذات والخلق الحسن، إنها الوطنية الحقة. قال لي محدثي المجاهد عبد السلام عن المناضل أحمد اليعقوبي: إنه كان من رجاله المخلصين ضمن الخلية الفدائية السرية التي كانت تسمى “طارق بن زياد”.. وقال لي: “إن كل الرجال الذين كانوا تحت إمرتي حررت لهم شهادات مساهمتهم وما قاموا به من أعمال من أجل الملك والوطن.. وهذا كان من واجبي كمسؤول، قمت به من أول وهلة ووفرته لإصحابه. إلا أن البعض أمثال المناضل أحمد اليعقوبي الذي لم يسارع لأخذ شهادته لاقتناعه منذ البداية أن العمل كان أولا وأخيرا لله والوطن.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5