ads980-90 after header


الإشهار 1


سليمة فراجي..تصريحات قدحية بين حرية التعبير والمس بمصداقية المؤسسات

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

 

عاين الكل بالصوت والصورة بعض التصريحات العلنية التي شككت في عدد الاصابات بفيروس كورونا ، الأمر الذي يدخل في إطار نشر الأخبار الزائفة وترويجها المعاقب عليها جنائيا من جهة، وتطاولت على مؤسسة النيابة العامة كسلطة دستورية، إذ ينص الفصل 110 من الدستور أن قضاتها يلتزمون بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها، ولا ينحنون لوزارة من الوزارات كما جاء ذلك على لسان البعض من جهة أخرى .
التشكيك في عدد الاصابات يضرب في الصميم مجهوذات الدولة ومصداقيتها وهي التي انتصرت منذ تفشي الوباء لحماية العامل البشري وحققت نتائج ايجابية بشهادة دول العالم بقيادة ملك همام وعزيمة الرجال، علما أن التشكيك في الوباء وعدد الاصابات يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول عنصر الثقة بين الدولة والمواطن و عدم احترام مشاعر عائلات المتوفين بسبب الوباء في المغرب ومختلف دول العالم التي فقدت أرواحا بشرية بالآلاف بسبب الوباء، ولولا الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المغربية في مواجهة الوباء لكانت الخسارة البشرية فادحة كما وقع في العديد من الدول، وبدل التنويه بالمجهودات المبذولة ورفع القبعة لكل من كان في الواجهة ليل نهار من أجل السلم الصحي، يقع التشكيك والمس بمصداقية المؤسسات في ضرب صارخ لمبادئ السمو إلى أعلى المراتب فكريا وخلقيا .
كما أن عدم توقير جهاز النيابة العامة ووصفه بالانحناء للسلطة التنفيذية وتعميم وصف عدم “وجود الرجال” في صفوف قضاة النيابة العامة يجعل الأسلوب القدحي موثقا والانزلاق اللفظي ثابتا بشكل يضرب في الصميم مبادئ الرقي الفكري والبلاغة والاحترام المتبادل، وكما جاء في كلمة لرئيس النيابة العامة أن الدفاع عن استقلال القضاء هو من صميم أخلاقيات مهنة المحاماة الشريفة، حيث يجب استحضاره من طرف المحامي، سواء أثناء ممارسة مهام الدفاع أو بمناسبة الخوض في قضايا العدالة في منابر أخرى، حيث يقتضي شرف المهنة أن يتم التعبير عن الأفكار وبسط الانتقادات باحترام لمقام القضاء، الذي يعتبر المحامي – في المغرب – جزءمنه.
مهنة المحاماة رسالة نبيلة فرسانها المحامون صناع مجد الأمة لِما يحملون في صدورهم من علم وقيم والتزام وطني ومهني وأصالة عريقة، يعتبرون المثل
والمثال، لحمل الرسالة المحصنة بهم بأعلى درجات المسؤلية، وخزانا أساسيا يفيض بالعطاء والابداع لتطوير العدالة على مستوى الأمة، بإيمان ويقين أنه لاسمو لوطن، ولا نهضة لأمة إلا بقضاء عادل مستقل، وانتصار لرسالة المحاماة في الدفاع عن الحق والحرية وسيادة حكم القانون وإذا كان المحامون يعتزون أن يكون الشرف مهنة لهم، فانهم ملزمون تبعا لذلك بانتقاء الفاظهم وتحليهم بالقيم والمبادئ السامية، وإذا كان العدل بجناحيه المحلقين بالتعاون لا يتحقق إلا بالاحترام المتبادل، فإن الانتقاص أو القدح في جهاز من الأجهزة دون وجه حق من شأنه أن يجعل عشق المجد يتخلى عن حبر الأقلام ، ويجعل قدسية الرسالة تتلاشى في غياهب ظلمات التقهقر وانهيار اهمية ارساء قواعد العدالة، في اطار الاحترام المتبادل ،وضمان حقوق القضاة وحصانتهم واستقلالهم ،وارساء المبادئ الاساسية لحقوق الانسان والحريات العامة ،وتأمين حرية المحامين وحصانتهم في اداء رسالتهم وحرمة عملهم ومكاتبهم .

*برلمانية سابقة


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5