ads980-90 after header


الإشهار 1


النمطية…أكبر خطر يهدد المنظومة التعليمية

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

*محمد السعيدي

يبدو أن قائمة أعطاب المنظومة التعليمية بالدول غير المتقدمة لا تزال طويلة و تتجاوز بكثير مسألتي التجويد و التعميم.
وقد برز مؤخرا نقاش حاد يتهم هذه المنظومة بالعمل على إنتاج عمالة مطيعة و آلية تسخر لخدمة النمو الإقتصادي العالمي دونما تفكير في التطوير الذاتي للأفراد.
وفي تقديري الشخصي، فإن أكبر مطب وقعت فيه المنظومة التعليمية الحالية هو النمطية لكونها تفترض أن نفس طرق التلقين والتعليم تصلح لجميع الأطفال متناسية أنه يستحيل وجود شخصين اثنين في العالم بنفس المحددات الجينية فبالأحرى اتباع منهج واحد لتعليم جيل بأكمله. وعليه، لم يعد من الممكن تخيل نهج “مقاس واحد يناسب الجميع” في مجال التربية و التعليم.
لذلك، ظهر بالدول الغربية وخصوصا بالدول الاسكندنافية مدارس بديلة، بعضها جيد وبعضها عكس ذلك، لكنها تتوحد جميعها في خاصية واحدة مشتركة : إنها تركز على كل فرد باعتباره كائنًا فريدًا. بمعنى آخر، انها تقدم طرقًا لتكييف التعليم أو التدريب مع شخصية الأفراد. ويعتبر نهج “التعلم التكيفي” هذا هو الأكثر إلهامًا للشركات الكبرى لتطوير المهارات التي ستحتاجها اليوم وغدا.
وقد اصبح هذا النهج ضرورة ملحة في مواجهة التغيرات المتلاحقة للتكنولوجيا والتقادم المسترسل للمهارات حيث أن معظم المشاكل التي تواجه الأعمال التجارية غالبا ما تكون جديدة. وعندما نعلم أن غالبية الوظائف في عام 2030 ليست موجودة بعد في الحاضر، فسيكون لدى الشركات كل الاهتمام بتوظيف مهارات غير نمطية لأنها مدربة بالفعل على التكيف مع المواقف الجديدة.
صحيح أن الشخص ذو الخلفية غير النمطية ليس جاهزًا أبدًا، لكنه يعرف كيف يطور مهاراته، وأين يبحث عنها ، وهو بالضبط ما تسعى المدارس البديلة لتلقينه للناشئة.
ومن وجهة نظر عملية ، فالشخص ذو الخلفية غير النمطية هو فرد يمتلك الشجاعة للخروج من مجال خبرته ، مسترشدًا برغبة أو إلهام للعمل في مجال آخر بعيد عن تكوينه ، كأن يتقدم محاسب سابق لوظيفة مدرب كرة قدم أو موضب فيديو على سبيل المثال. وغالبا ما يبحث هذا النوع من الشخصيات عن مسار للازدهار وليس بالضرورة مهنة لكسب المال حيث تصبح لديه أسئلة البحث عن المعنى والرفاهية أكثر إلحاحًا.
لذلك وجب على المنظومة التعليمية أن تدافع عن التفرد البشري في مواجهة الآلات المهيمنة التي جعلت من غالبية الناس روبوتات بالفعل. وبمجرد أن تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الأفراد ، فإنها تفعل شيئًا لن تعرف الروبوتات أبدًا كيف تفعله : العلاقة الإنسانية والمشاعر وحتى الشعور.
وربما يكون للذكاء الاصطناعي يومًا ما شكل من أشكال الحدس لأنه يمكنه اكتشاف نمط السلوك. ولكن بمجرد تقييم التفرد ، سيكون الإبداع والحدس أكثر بكثير من مجرد أنماط بسيطة وسيعود للإنسان أكثر تأثيرا و فاعلية.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5