ads980-90 after header


الإشهار 1


تحف الجامع الكبير بتازة ….التي ضاعت

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

-عبد الإله بسكمار

كتب الكثير عن المسجد الأعظم بتازة، وركز بعض القوم على ما يتميز به هذا المسجد من زخرفة ومقرنصات وأقواس وأبواب وأساكب ومعها الصحنان المريني ( الأوسع وهو في الركن الشرقي ) والموحدي ( وهو يحتل الواجهة الخلفية للمسجد عند الزاوية الشمالية اسفل الصومعة مباشرة ) وكان التركيز يتم عادة على الثريا التي وضعها السلطان أبويعقوب يوسف المريني، سنة 694 هــ عرفانا على ما قدمه موقع تازة لدولتهم الناشئة، حيث استقر بها أمراؤهم الأوائل كعبد الحق والأمير ابي بكرثم يعقوب اعتبارا من سنة 613 هـــ / 1216 م وحتى دخولهم مدينة فاس بل حتى بناء يعقوب المنصور المريني للمدينة البيضاء/ فاس المرينيين أو فاس الجديد .
كتب العديدون حول الثريا والمنبر والمحراب ولكنهم تغافلوا على وجه العموم عن التحف التي ظل يزدهي بها هذا المسجد الجامع وضاع أكثرها للأسف الشديد بسبب النسيان أو الإهمال أو السطو ببساطة دون حسيب أو رقيب .
يأتي في طليعة تلك التحف الاصطرلاب الدقيق الصنع والبديع الشكل والذي يحتمل أن يعود إلى العالم الأندلسي التازي سيدي علي الدرار والذي تسمى المشور باسمه فيما بعد وقد قدر البعض سنة انجازه في727هــ 1327 م وهي توافق فترة ازدهار وتألق عرفتها مدينة تازة وعلى عهد السلاطين أبي يعقوب يوسف و أبي الربيع سليمان ( توفي بتازة ودفن بصحن مسجدها الأعظم سنة 710 هــ) ثم أبي سعيد وأبي الحسن وأبي عنان، وتجهل تماما فترة اختفاء هذا الاصطرلاب ( وهي آلة قروسطية لمعرفة الاتجهات كما لا يخفى ) وإن كنت أرجح أن يكون الاصطرلاب قد اختفى في فتنة بداية القرن ( الدعي او الفتان الجيلالي اليوسفي الزرهوني) أكثر من احتمال السطو عليها خلال فترة الحماية وإن كان هذا الاحتمال الأخير واردا أيضا، وما زال لحد الآن موضع الساعة الشمسية ( يحتمل أن يزيد عمرها عن قرن من الزمن ) فارغا بعد ان اختفت في ظروف غامضة خلال تسعينيات القرن الماضي ويتحمل المسؤولية القائمون على الشأن الديني والوقفي بتازة.
وما دام الشي بالشيء يذكر فقد اختفت من خزانة المسجد الأعظم العديد من المصنفات التاريخية والأدبية الثمينة وعلى رأسها نسخة من كتاب ” أعز ما يطلب ” للمهدي بن تومرت ووثائق أخرى تعود إلى العصر الموحدي، كما اختفت من نفس الخزانة نسخة من كتاب الجهاد للصوفي المجاهد ابن يجبش التازي، وضاعت كراسته المهمة ” إرشاد المسافر إلى الربح الوافر ” وبعض مصنفات الثائر ابن ابي محلي ( عاش خلال القرن السادس عشر وأواخر الدولة السعدية ) هذا غيض من فيض ما ضاع من المسجد الأعظم وخزانته ولا حول ولا قوة إلا بالله .

-مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث –


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5