عزيز باكوش : عن الفايسبوك السياسي أو عندما تقطف الفاكهة حامضة؟
www.alhadattv.ma
عزيز باكوش
لم يكتف الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ( الفايسبوك التويتر والأنستغرام ومنصة اليوتوب ..) على هامش اقتراع 8شتنبر 2021 ، بتنصيب عمداء مدن على المقاس ، وترسيخ أسماء رؤساء جهات بمزاجية ، و تعيين رؤساء مقاطعات وجماعات حضرية، وأخرى في المجال القروي، على هواهم ، وقد ألبسوهم مرجعيات سياسية وأيديولوجية و في أزمنة قياسية ،دونما أدنى تمحيص في خلفيات الخبر ومرجعياتهودون أن يتبينوا صحة المعلومة، لم يكتفوا بذلك ،بل سارعوا إلى تقديم سيل من التبريكات والتهاني بنكهة الإنتصار والفوز تارة، وبطعم التشهير والانتهازية أو النكاية والتشفي تارة أخرى ،دون أن يرف لهم جفن ، وذلك قبل موعد إغلاق المكاتب ،وساعات قبيل إنهاءعمليات الفرز . ولأن مارك زيكربرغ مالك منصة الفايسبوك جعل هامش الحرية في التعبير والنشر واسعا وفضفاضا ، فإن الحماقات السياسوية والفذلكات الانتخابية للفسابكة وعموم نشطاء الفايسبوك السياسي حملت شهادة موتها لحظة ولادتها ،وتناسلنحيبها الطفيلي بشكل مريب دون وازع أو رادع .
أكاذيب وافتراءات ، وأخبار مشوهة، وشائعات يختلقها بعض الناشطين وهواة السياسة في آخر لحظة ، يسعون من ورائها إلى التأثير على الناخبين ، وصرف أنظار الجماهير التواقة لسماع أخبار الحملات الانتخابية ، وما ستسفر عنه عمليات الشناقة في أسواق بيع وشراء الذمم ، ما يشجع على خلق الأحداث وصناعة التأثير المرغوب قصد الاستمالة الأصوات واستقطابها . إن تزجية الوقت بما تجود به المواقع والصفحات الهلامية المنتشرة كالفطر عبر حزمة أكاذيب وإشاعات باتت مشتهى رواد المواقع ، بفضل تركيزها على حساسيات ظرفية بتوابل سياسوية ، يرونها هدفا أساسيا للمرحلة . إنهم يخلقون أعداء من لا شيء ، ويرتبون بفساد لمواعيد صداقات مشبوهة وملتبسة .
ولذلك ،برز جيل جديد كذاب وموسمي من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ،جيل تتجلى أبرز تقليعاته في تحويل صفحته إلى ركن للدعاية الانتخابية بلا ناظم أخلاقي ، فتراه يزغرد لكل وافد جديد رافعا شعارات لا تعكس مستواه ، ولا تترجم سوى أحلامه وانتظاراته المارقين عشاق الكراسي ناهبي المال العام دهاقنة سوق الوهم . وإذا كان من حق أي أن يكتري حنكه لمن يشاء ، وهذا من حقه كما من حق غيره لا جدال . فقد لوحظ وجود حشود شبابية مناضلة بالوكالة زمن الرداءة السياسية ، رهنت حيزها التواصلي لإنعاش الوهم مقابل مآت الدراهم . بل اعتبرت المناسبة الاستحقاق مدخلا لاستجداء الشفقة والتسول، أحيانا بذريعة النضال ،وتحت حماية الحملة الانتخابية .وأحيانا أخرى لإبراز الموهبة في غير محلها .
ثمة أمثلة كثيرة لشباب فايسبوكي قام بنشر تلك المغالطات والأوهام والأخبار الكاذبة ،وتقاسموها بجعجعة على صفحاتهم التي أنشئت على عجل ، بلبوس انتخابي انتهازي، لتتناسل بعد ذلك طوافين الفرح الحزبي ، وتتكدس الرموز والصور والعلامات والتهاني الحزبية المائعة والمنزوعة الحس النضالي .والبالغة الفجاجة والابتذال .لكن المضحك والمبكيفي هذه التقليعات الشبابية المرتبطة باستحقاق انتخابي التي غمرت مواقع التواصل الاجتماعي هو الادعاء بتقديم الحقيقة ، واعتبار ذلك الشكل المريب من النفاق الاجتماعي جزء من النضال الحزبي الفايسبوكي…
ولا يبدوفي الأمر تشويقا أوإثارة ، بل خشونة وتطاول بالمعنى الحقيقي للكلمة ، فالترحيب بالتزكيات حتى قبل التوقيع عليها لدى شرائح وحساسيات حزبية وجمعوية كثيرة، أمر في غاية الإسفاف ، فهو إساءة لأخلاقيات السياسة وطعنها في مقتل . حيث يستفيقالمهووسون بأخبار الانتخابات صباحكل يوم على تناول مجموعة من الأخبار والمعطيات مجتزأةمفككة مطبوخة بعداء ظاهر ، ومفصولهاعن سياقها ،تتعلق بوقائع ملتبسة مشبوهة ، تلمح إلى ترجيح كفة أحد المترشحين الفاسدين دون آخر ، فيما يكاد خصمه النظيف يعلن فوزه رسميا ، كما اجتهدت بعض الصفحات في نشر وثائق إدارية تطعن في مرشحين مع التشويش على تواريخها وأسماء الجهات الصادرة عنها . وثائق يفترض أنها شخصية يصعب نشرها أو تداولها كونها مخالفة لقانون الصحافة والنشر ومواد الفصل 447 من القانون الجنائي، ولقانون حماية المعطيات الشخصية. إن الترويج لعملية توقيف شخصكان مأترشحا أو غيره عن العمل أو تورطه في فساد والعمل على تقديم وثائق وصور تثبت ذلك دون ذكر مصادرها وتاريخ وقوعها يعد تشهيرا مجانيا وجرما يعاقب عليه القانون . ولابد لأي متتبع إلا أن يستغرب توقيت النشر ومكانه ، والأشخاص المستهدفين من ورائهفكل . يتبع