ads980-90 after header


الإشهار 1


عزيز باكوش : تطبيق التواصل أطلقه فنانون عالميون لأهداف خيرية ، وحوله البعض إلى استرزاق وتسول إلكتروني

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

 

معظم الفنانات والفنانين والممثلات والممثلين المغاربة، معروفين ومحفوظين لدى الرأي العام المغربي ،سواء من خلال أعمال فنية ومسلسلاتودراما على أمواج الإذاعة الوطنية أو على القناتين الأولى والثانية .وهي علامة فنية يمكن الحكم عليها من خلال ما تقدمه للمغاربة من أعمال فنية موسمية ، أفلام وسيتيكومات ومسابقات وكاميرا خفية تزهر فقط في رمضان ، ثم ما تلبث أن تموت وإلى الأبد.

لذلك، عندما سمعت بوجود تطبيق يتيح الحديث والتواصل مع فنانين وممثلين مغاربة لمدة 15بمبلغ 250درهما ،ضحكت كثيرا ،ثم انتابتني الدهشة والاستغراب ،و وضعت يدي على قلبي، وخفت على مستقبل الفن في المملكة . ليس لأن تطبيقا من هذا النوع بالمغرب سيسلط الضوء على فنانين لهم بصمة ، وتاريخ وكاريزما فنية خارج الحدود ، وسيعمل على إذابة جليد جهل المواطن بثروته البشرية ، بل لأن جزء كبيرا من هؤلاء كانوا ولا يزالون سببا رئيسيا في مقاطعة المشاهدين المغاربة للتلفزة الأولى والثانية . الأمر الذي يطرح كثيرا من علامات الاستفهام، ما يجعل الفكرة مجرد اقتباس بئيس لاحتفالية ماكرة غاية في السخرية والاستهزاء من المجال الفني المغربي .
وتعود فكرة التطبيق في صيغتها الأولى التي أطلقها “ردوان” مع فنانين عالميين ، وكانت الغاية منها اجتماعية إنسانية تتمثل في تسخير الربح لفائدة مؤسسات خيرية، وجمعيات ذات منفعة عامة عالميا.. “ولكن حبابنا فالمغرب فهمو غالط ،و دارو تطبيق مماثل من أجل الربح الخاص” يهمس ذات المصدر .

فمن من الممثلين والفنانين المغاربة يستحق حديثا لمدة 15دقيقة بمبلغ مالي؟ أو مكالمة على الفيديو ،إذا علمنا أن القناتين تفيض بظهورهم الممض ؟ وهم بالكاد يبذلون قصارى جهدهم على التلفزيون دون أن يقنعوا أحدا بالأدوار الفنية التي يتقمصونها . ويلعبون أدوار لشخصيات بعيدا عن الانفعال قريبا من الافتعال .

جل الممثلين المغاربة ذكورا وإناثا يشتكون العوز والنسيان والتهميش ليس ذلك وكفى ، بل وتردي الوضع الاجتماعي وقلة ذات اليد إلى درجة التسول . ومنهم من أعلن ذلك جهارا من خلال رسائل استجداء واضحة تدمي القلب وتوجع الذاكرة الجمعية ، عبر مواقع ومنصات السوشل ميديا.
عن ماذا سيتحدث ممثل مغربي مع جمهوره المفترض ؟وما هو الموضوع الذي سيستهويه ؟ لاشك أن الأمر سيكون مغريا جدا للكشف عن العداوات والمقالب وأشكال الغيرة والحسد، والكشف عن النوايا السيئة والخبيثة والعاهات الأخلاقية المستديمة . والتشهير بالحالة المادية والمدنية البئيسة التي وصل إليها البعض جراء إهماله من قبل نقابة الفنانين ووزارة الثقافة والمجتمع برمته ؟

حتى إذا ما توجهنا إلى فئة من الممثلات النجمات على نذرتهن ، سنجد لهن صفحات على الانستجرام والفايسبوك والتويتر حيث لا هم لهم سوى رفع منسوب المشاهدات وتضخيم أرقام المعجبين وأحيانا شرائهم ، إنهم لا يتأخرن عن تقديم التهاني والتبريكات لجمهورهن في كل المناسبات الدينية والوطنية حد التخمة .فعن ماذا سيتحدثن يا ترى في محور حديثهم إذا كان بمقابل مادي ؟ عن زواجهن وطلاقهن، عن الأدوار المجهضة والعلاقات الشرعية وغير الشرعية ،عن الماكياج والمساحيق البلدية والرومية ،عن أمور ذات نكهة استكشافية لثقافتهن المحدودة . عن التشفي والنكاية في زميلاتهن الفنانات ذوي المستويات المتفاوتة فنا وإبداعا .سواء السفريات الى الخليج . أم عن تقليعات اللباس وأشكال الظهور ونوعية مساحيق التجميل والنگافة وأشكال الموضة وتكبير الأرداف والشفط ونفخ الشفاه…؟

أعتقد أن الطبقة الفنية في المغرب لم تصل بعد إلى مرحلة النجومية ، التي يستحق فيها ممثل فنان أن يجري حديثا مع مواطن مقابل 250درهما لمدة 10دقائق؟ ذلك أن طوال 60 سنة لم يستطع التلفزيون المغربي منذ تأسيسه سنة1962 من تكريس نجم فني عالمي إذا استثنينا بعض الرواد والفنانين الكبار وهم على رؤوس الأصابع ، غير ذلك يظل المنتوج القهري لهؤلاء “حدو طنجة” ، أي أنه لضحالته وهزالته لم يستطع أيجاء موطئ قدم له خارج الحدود. ولم يسوق من خردته ولو بياسة واحدة .

ويظل طموح العديد من الممثلين والممثلات المغاربة أن تنتبه إليهم وسائل الإعلام ،وأن تستضيفهم الصفحات الفنية ، وأن تجري معهم حوارات صحفية يكشفون من خلالها لجمهورهم فنهم ومهاراتهم في المجالات الفنية التي ارتادوها . وكذلك فيالاستماع إلى وجهات نظرهم في العديد من القضايا الفنية والمجتمعية من قبل وسائل الإعلام وقنوات التلفزيون الوطنية .
بل وهناك منهم من يستطيع دفع لمقابل مادي من يستضيفه من المواقع الإعلامية لبضع ثوان على سبيل الذيوع والانتشار ،بالأحرى أن يتهافت عليه المتتبعون وجمهور الإثارة للحديث معهم والاستفادة من تكوينهم وخبرتهم وتجاربهم الهزيلة في المجال .

وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فقد ثبت أن هناك فئة تنجح في خلق البلابل وافتعال المناوشات وثيرون التفاهات لمجرد خلق الحدث ولفت الأنظار والانتباه إليهم بهدف إبراز طاقاتهم ومواهبهم الفنية ،حتى يتمكنوا من حجز دور ثانوي في سيناريو بئيس مليء بالبكاء والنحيب خلال رمضان القادم . حتىالنجمة الأكثر شعبية بالمغرب لا تستطيع إقناع المشاهدين بفكرتها أثناء استضافتها في إحدى البرامج التلفزية ، فلخوائها الفكري والمعرفي تراها مهتمة أكثر بالمكياج ، وبأشكال الظهور وانطباعات المشاهدين في اللباس أكثر من أي شيء آخر ، حيث لا تقنع أحدا من الحاضرين خلال أسلوب حديثها أثناء تقديم مشاريعها وأفكارها الفنية المستقبلية ، بل تبرع في الاهتمام بجمال المظهر قبل كل شيء، والتركيز على شكليات الظهور أكثر من ما يمكن أن تقدمه من رسائل هادفة إلى جمهور متعطش للفن والأدب الجميل الهادف.
وخلف هذا الاندفاع وراء موجة غربية موجة سخرية واسعة لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر أحد المعلقين الأمر مدعاة للضحك فيما
و قرأ البعض هذه التقليعة من زاوية أخرى ، معتبرا الفعل مجرد عملية تسول مقنع ، بالنظر إلى الحالة المادة المزرية التي يعيشها أغلب الممثلين والفنانين . وبينما تضرع زميل له ساخرا ” الله يعفو على الجميع قاعيدة خآيبة… خرجو ليها نيشان الله يستر علق ناشط فايسبوكي آخر “الحاصول “تجارة رابحة”
وأكدت مصادر تواصلية عليمة أن ” راه فيهم اللي وصل ثمن 15 دقيقة ل 2800 درهم و 5 دقائق 500 درهم .الفكرة الأولى التي أطلقها “ردوان” مع فنانين عالميين ، كانت الغاية منها تسخير ريع الربح لفائدة مؤسسات خيرية، وجمعيات ذات منفعة عامة عالميا.. ولكن حبابنا فالمغرب فهمو غالط و دارو تطبيق مماثل من أجل الربح الخاص

ويعلق الناشط والفاعل الجمعوي سعيد الريحاني ” الفن بالمغرب أصابه المرض كما يصيب المرض الجسم. متى سيشفى ويزهر من جديد نتمنى عودة الذوق الرفيع والفكرة الهادفة والابتسامة المريحة والدراما النموذجية. يبقى الامل في غد مشرق ياتي ربما…..إنه التسول الإلكتروني الموضة الجديدة

ويقسم الممثل رشيد الفناسي الفنان الى ثلاثة أنواع هناك فنان يحمل هم الفن ،ويثابر من أجل تأكيد الذات والوجود رغم إمكانيات جد بسيطة ودعم هزيل. وهناك الفنان الآخر الذي يشتغل بأريحية وثبات ليؤكد وجوده في الساحة. وهناك الفنان الذي لا يحمل من الفن غير الإسم . فتجده يزاحم ،ويضايق الفنانين المبدعين ، وفي بعض الأحيان بهدف التشويش عليهم . ويضيف رشيد الفناسي “وما يزيد في الطين بلة ، أن المؤسسات المشرفة على هذا القطاع تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في التسويق للرداءة والقبحويخلص قائلا ” فالفنان الأصيل في المعدن ، لايمكنه الاجترار وراء لعبة تتكرر كل مرة”


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5