ads980-90 after header


الإشهار 1


في العلاقة بين كرة القدم والتأهل للمونديال

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

* محمد الصديق اليعقوبي

هناك نقاش يكاد يمزق الديمقراطيين في مواقع التواصل الإجتماعي، كما في كل مرة، بين الفرحين بالإنتصار والتأهل إلى المونديال، والذين لا يرون فيه مدعاة للفرح بالنظر للواقع الحقوقي والسوسيوإقتصادي المرير، وتوظيف السلطوية لهذه الإنجازات، والملايير التي تستثمرها فيه ومن أجله.
كرة القدم في نهاية المطاف لعبة، فيها منتصر ومنهزم، ومن حق المنتصر أن ينتشي بانتصاره.. ولعل النقاش الدائر الآن لم يتخذ هذه الحدة من قبل بالنظر للمنظور…
الرافضون للإحتفال منهم من يرى كرة القدم مجرد “أفيون” أو “ملهاة للشعوب” ومنهم من لا يشاطر هذا الرأي ولا ذاك …
خلف هذه العبارات، لعل السؤال الرئيسي الذي يحرك الطرفين هو الآتي: هل للتأهل للمونديال له تأثير على المناخ السياسي في البلاد؟
بالتأكيد نعم، وإلا ما كانت السلطوية لتغدق عليه من أموال الشعب.. فبالإضافة إلى الأهمية التي تكتسيها الرفاهية الجماعية في السياسات العمومية بشكل عام فإن الرياضة باتت مادة تدرس في فروع الجيوسياسيا في علم السياسة، وما جعلها كذلك هو وجود عدة عوامل أبرزها:
أثرها على تقدير الذات، والتراتبية الإجتماعية بالتالي، وكذلك وحدة الشعوب، ناهيك عن كونها مؤشرا دقيقا على مدى التأثير الذي يمكن أن يمارسه مجمتع على آخر، عبر محاكاة الممارسات وغيرها من الملاحظات التي خلص إليها “باسكال بونيفاس” بعد دراسة لفرتة الحرب الباردة، والعلاقة بين القوى الإستعمارية ومستعمراتها السابقة على مدى عقود من الزمن، وهذا ما نلامسه في واقعنا اليومي من خلال الإحتكاك بالجنسيات الأخرى.
وبكل بساطة هذا ما عبر عنه الحسن الثاني بصراحة في إحدى خطبه عندما قال “إن الكثيرين يعرفون “موروكو” بعويطة ونوال أكثر مما يعرفونه بعبد ربه”.
إلا أن الطامة الكبرى أنك عندما تتصدر العالم في مؤشرات الفقر، والدعارة والمخدرات والفساد، ويرقد في الدرك الأسفل للتصنيفات العالمية للتربية والتعليم والتنمية البشرية، فإن كرة القدم لن تستطيع ترميم الدمار الذي لحق بتقدير الذات حتى ولو فزت بكأس العالم.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5