ads980-90 after header


الإشهار 1


الملابس على المسرح لا تصنع ممثلا

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

* عزيز باكوش

يتوهم الكثير من المهووسين بالسينما والمسرح ، بمجرد الوقوف أمام الكاميرا و ارتداء ملابس تعود إلى القرون والأزمنة الغابرة ،أنهم يصنعون مجدا شخصيا على مستوى الأداء الفني ،ويرفعون منسوب النجوميةلديهم ، مسجلين بذلك قيمة فنية مضافة لتاريخهم الفني والمجتمعي . لا سيما أولئك الذين ليس لهم نصيب من العلم والمعرفة الموضوعاتية الحقة .

والحقيقة خلافا لذلك تماما ، لأن اللباس أو المظهر التاريخي قد يكون مؤثرا من حيث الشكل والسياق، لكنه ليس كافيا للتأثير على الجمهور بإشراكه نفسيا في متعة صناعة الحدث الدرامي ،وجره بذكاء إلى المشاهدة المتبصرة،وإقناعه بأهمية الحبكة الدرامية وجدوى مطابقتها للمرحلة والسياق فنيا وإبداعيا .

تجد الممثل مدثرا بملابس يوحي بالحياة في القرون الوسطى وعيناه غائمتان ،ونظرته شبه عدوانية ،وحزنه مفبرك . وماكياجه يحيل على القرن 21 ،لكن حركته ومنطوق كلامه وتفاعله ضمن فيزياء المشهد ،يكون مجرد كلام محفوظ يفجر المنتديات والمجالس ،ويلغم الهوية التاريخية للبلد المراد تنقية حقبها من شوائب الرواة ومكر التاريخ .

وحتى عندما يرتدي الممثل عمامة ملتفة على رأسه ، فوق ثوب طويل ، ويلبس صدرية خشنة على سترة جلدية أوما شابه ، أو يلتحف بسيف صمصام مزنر فوق قطعة قماش شبه دائرية ملفوفة على الجسم وهو المفضل في العصور الغابرة، ويتصف بنظرة جانبية وقادة. فهو مجرد فقاعة ،إذا لم يكن على علم بالحدث التاريخي علما ودراسة فهما و تقمصا ،غير ذلك ،يجعله بعيدا عن كل ما هو فني وجمالي

لأن اللباس والمظهر الشكلي لا يصنع النجوم والعلماء والفقهاء الضالعين …بل السيناريو المحكم، والممثل المقتدر المتقمص للشخصية بوعي ذكي وحمولة تاريخية بالغة الوفاء


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5