ads980-90 after header


الإشهار 1


منشدان يكشفان أسباب ارتباط السماع والمديح باحتفالات ذكرى المولد ويؤكدان أهمية الزوايا

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

* هاجر زهير

ذكرى المولد النبوي الشريف واحدة من المناسبات الدينية التي يحرص المغاربة، على إحيائها كل سنة، والاحتفال بها، إذ يتخذ هذا الأخير عدة مظاهر؛ أبرزها ارتداء لباس وإعداد وجبات خاصة بهذا اليوم، بالإضافة إلى التغني بقصائد وأشعار في مدح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الإطار، يقول المنشد إدريس النجار، إن ذكرى المولد النبوي لها طابع خاص في المغرب، والتشبث بالاحتفال بها يتجسد على مستوى الأكل من إعداد أطباق خاصة مثل العصيدة والرفيسة والكسكس، وطبق بيبي، وأيضا من خلال اللباس والأزياء التقليدية، مضيفا أن ربيع الأول شهر يزدهر فيه فن السماع والمديح، وعيساوة.
وأشار النجار إلى أن هذا الاحتفاء يدل على أن المغاربة يحبون نبيهم ومتشبثين بعاداتهم وتقاليدهم، مؤكدا أن الشهر يعرف إقبالا على السماع والمديح أكثر لأن المناسبة شرط، والاحتفال بسيد الخلق أعظم مناسبة.
وأكد المنشد ذاته أن المغاربة يقبلون على السماع والمديح في مناسباتهم العامة والخاصة، ويعرف هذا المجال حاليا نهضة كبيرة بالمملكة، في ظل اتجاه فئة من الشباب ذكورا وإناثا إليه بوتيرة مرتفعة جدا، لاسيما أن الانتشار أصبح سريعا مع الأنترنيت.
من جانبه، يرى المنشد عماد الطوهري، أن ذكرى المولد النبوي تمثل عيد سيد الخلق والأمة، وذكرى عظيمة عند الله، مردفا: “نحتفل بها كل سنة كما جرت العادة، لأنها تشكل مناسبة كبيرة بالنسبة لنا، وتعبر عن الفرح والسرور والبهجة والروحانية”.
وزاد الطوهري، الحاصل على جائزة مسابقة المواهب في تجويد القرآن التي تنظمها القناة الثانية “دوزيم”، أن هذه المناسبة “يكثر فيها السماع والأمداح إحياء للتراث الديني، ففي المولد النبوي تعقد تظاهرات كبيرة في الزوايا، ومهرجانات وسهرات، وحتى الحفلات الخاصة”، لافتا إلى أنها “فرصة لذكر الله ورسوله وتلاوة القرآن، وسرد السيرة النبوية، سيرا على خطى الملك محمد السادس، الذي يحتفل بشكل خاص بالمولد النبوي بحضور المسمعين الذين يتلون القرآن والأدعية.
وأبرز المتحدث نفسه أن هناك إقبالا بقوة على على هذا النمط، إذ يعتمده المغاربة في الاحتفال بأعراسهم ومناسباتهم السعيدة، وليست الحزينة فقط، موضحا أن ثمة فكرة خاطئة سائدة تفيد بـ”أن المسمعين يحضرون في الجنائز فقط”.
ولفت الطوهري إلى أن الشباب المغربي بات منجذبا بكثرة إلى هذا المجال، الذي يوفر لهم الراحة النفسية، إضافة إلى أن الكثير من الأسر بدورها تفضل السماع والمديح عوض الجوق الموسيقي في مناسابتهم، خاصة أن المديح أصبح يقدم بشكل عصري، مع الحفاظ على تراثه، كعيساوة والملحون والطرب الغرناطي والأندلسي.
وفي ما يتعلق بمساهمة الزوايا في الحفاظ على هذا التراث المغربي، أورد النجار، أن “الزوايا حصن للسماع والمديح، والموسيقى الأندلسية، التي برزت في عصر الدولة الموحدية، التي كانت تتسم بـ”التزمت”، ويتم فيها منع الموسقيين، الأمر الذي دفعهم إلى تأسيس الزوايا”، مبرزا أن هذه الأخيرة “حافظت على هذا التراث، وتمثل منبعا له”.
الأمر عينه يؤكده الطوهري بالقول إن “الزاوية هي المكان الذي يترعرع فيه المسمع، ويتعلم فيه كل ما يتعلق بالسماع والمديح، حيث يحفظ فيها القصائد مثل الهمزية والمنفرجة، والدعاء النصيري وغيره”، مشددا على أنه “ليس من السهل حفظ قصيدة بألحانها وتوزيعها تتكون من العديد من الأبيات”.
وتابع المتحدث ذاته أن “الزاوية تربي الأجيال وتعلم الآداب وذكر الله ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، وماتزال لحدود اليوم قائمة، وتلقى إقبالا لكونها توجد بكل المدن، من قبيل الزاوية القادرية والبودشيشية والتهامية وغيرها”، مؤكدا أن لها وظيفة مهمة في الحفاظ على تراث المديح والسماع.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5