سليمة فراجي .. رد جريء على تهافت مرتزقة ضد الوطن
www.alhadattv.ma
ظاهرة غريبة لم نألفها كمغاربة أقحاح ،اصحاب مواقف بطولية شامخة ،ورجال احرار وأبرار ،ورثوا عن السلف حب الوطن والوفاء له ،بغض النظر عن تعاقب الحكومات وتعدد الازمات واختلاف الايديولوجيات ، هذا الوطن الشامخ ، القلب النابض لافريقيا وجناحها الخفاق رغم المناورات ومؤامرات من نعرفهم و ونعرف تاريخهم ، ويعرفوننا جيدا ، فصرنا هاجسهم المقلق ، وكابوسهم المرعب ، لا لشيء الا لتميزنا بالهوية الثابتة والتفوق التاريخي و نقاء السريرة والتمسك بمكارم الاخلاق .
ظاهرة مهينة ومقرفة تهين اصحاب المبادرة اولا ، تجلت في تصرفات بعض المغاربة القاطنين خارج ارض الوطن ازدادوا من رحم الوطن ولكن انتسبوا بذل حب المال والجشع الى جهات ترقص على اشلاء من باع ضميره وهويته لتحتقره وتتهكم عليه بعد انتهاء صلاحيته .
احترفوا الخيانة مقابل الحصول على الدينار ، قواسمهم المشتركة تتلخص في الجبن طبعا ، لانهم ينهشون الاعراض ويشهرون بمن هب ودب وهم خارج الحدود ، و الخيانة ، خيانة الوطن وخدمة اجندات معادية للمغرب ، والخساسة ، لان كريم الاصل لا يخون وطنه ارضاء للاعداء ، وبيع الضمير في سوق النخاسة طمعا في جني المال عن طريق اليوتوب ، وتنفيذا لتعليمات جهات اجنبية تبذل المال من اجل تشويه صورة المغرب واصابة مواطني الداخل بالاحباط والسخط !
لكن ، المغاربة ليسوا اغبياء كما يحاول هؤلاء اليوتوبيين ايهام الرأي العام بذلك ، ولا عديمي الشخصية والادراك ،ولا ضحايا يبحثون عن مسترزقين لفتات الأجانب.
المغاربة يدركون جيدا ما عاشه ويعيشه جيران لهم في دول اخرى من قمع وعدم استقرار وانفلاتات مختلفة وعشريات دموية وانعدام الأمن الذي يقض مضاجع جل ساكنة الكرة الارضية.
المغاربة يتجولون في مدنهم ويعاينون مختلف الانجازات التي شهدتها مدن في قمة الروعة كالرباط وطنجة ومراكش والدارالبيضاء وغيرها، يعلمون ان البرامج الحكومية لا تفي بالوعود احيانا وقد تنعدم العدالة المجالية بالنسبة لبعض المدن ، ترتفع الاسعار و تتأثر القدرة الشرائية ، يخدم البعض مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة احيانا ، ولكن من قال ان المغاربة نصبوا دفاعا فاشلا يقتات على حساب الوطن ، يمس الاعراض ويتبجح بعرض قضايا معزولة قد تقع في مختلف البقاع والامصار؟
جميع دول العالم بها الصالح والطالح وليس هناك جنة لحقوق الانسان ولا جحيم لهذا الحقوق ، كل دولة دولة الا ويوجد بها المستقيم والمنحرف ولا احد ينتشي ويرضى مطلقا على طريقة الحكم والتسيير ، الم نلاحظ كيف ان المحكمة الجنائية الدولية تكيل بمكيالين ، كيف ان المنظمات الدولية لا تنتصر الى الموضوعية والحياد ؟ لو كان هؤلاء العملاء المرتزقة يحبون الوطن فعلا لشهّروا و فضحوا ما يقع في مخيمات الذل بتندوف ؟
هل غاب عنهم وهم من جفت حناجرهم في محاولة ايهام المغاربة انهم يحبون وطنهم عن طريق التشهير ببعض المسؤولين ، والتحريض على الغليان ان حب الوطن يتمثل اولا وقبل كل شيء في فضح ما يقع في مخيمات تندوف ، ان يتم النبش في التاريخ لمعرفة ان المغرب واجه استعمارين اثنين الفرنسي والاسباني ونظام دولي لمدينة طنجة ، وانه عانى الأمرين من اجل استكمال سيادته على كافة اراضيه ، وان معاناته اليوم سببها رسم حدود وهمية ظالمة من طرف المستعمر.
هل تظن شرذمة من مرتزقة اليوتوب انها ستتمكن من زعزعة حب المغاربة لوطنهم وثوابتهم ؟ ابدا ! المغربي يظل مغربيا وفيا لوطنه لانه رضع من ثدي الوطن ومبادئه وهويته ، قد يثور ضد الوضع الاقتصادي ويناضل من اجل التغيير والعيش الكريم وتلك حقوق مشروعة نص عليها الدستور لكن يعلم ويعرف الخطوط الحمراء التي لم تخطها ولم ترسمها الشرائع واللوائح والنصوص، وانما هي ارتباطات وجدانية ارتباط الجنين بالحبل السري لأمه يمده بالاكسجين ، ينقطع عند الولادة ويبقى مرتبطا بمن منحه الحياة و يغرس هذا الحب والارتباط اللامشروط في الخلف الذي ورثه عن السلف. هكذا هم المغاربة، لا تتعبوا انفسكم !
كما قال احدهم أن السفن في المرفأ تشكو السأم و الضجر، ولكن المراكب المبحرة تشكو الغربة وتشهد أن موسم الهجرة إلى الوطن قد حان ، لكن هل يحين هذا الموسم بالنسبة لمن خان الوطن والذي يعيش في قرارة نفسه شعورا مؤلما ومخزيا في نفس الوقت !