عزيز باكوش .. زبناء غير كرام
www.alhadattv.ma
ضاق صاحب المقهى ذرعا بسلوك زبنائه غير الكرام ، لا سيما تلك الفئة المهووسة من شباب منصات التيك توك ذوي الآذان المخرومة والأفكار الطائشة .والانستغرام هواة الأرداف والمزاج العكر . فهم لا يكتفون بحجز الطاولات بكراسيها منذ العاشرة صباحا حتى تباشير العشية مقابل مشروب واحد ، بل يعمدون إلى ترك حواسيبهم وألواحهم الإلكترونية مرتبطة بالمقابس طيلة اليوم. كما لو أن المقهى ضيعة والدهم . وعند فاصل المغادرة قصد التدخين ، وتأمينا لعودة مؤكدة ،يقومون بتثبيت ملصقات خاصة يحذرون فيها زملائهم من الجلوس على المقعد أو الاشتغال فوق الطاولة المحجوزة . بعد أن يكونوا قد تركوا كراساتهم ودفاترهم مبعثرة هنا وهناك .
ولما كان مالك المقهى مجرد تاجر يخشى الإفلاس ويرى الأشياء بنظارة الربح والخسارة، وشباب المنصات التواصلية غير مكترثين بثقافة المرفق العام ولا بترشيد استخدامه ، ولا حتى بالبقشيش وإكرامية النادل الذي يرى في خدمتهم عبئا إضافيا دون مقابل . فقد أعلن المستخدمون انضمامهم دون قيد أو شرط إلى رأي صاحب المقهى القاضي بوضع حد لهذه الحماقات .وشجعوه بكافة السبل على الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات المتهورة ،ولو تطلب الأمر كتابة إعلان للعموم .
وجاء الإعلان بعد وقت قصير وتم تثبيته بمدخل الطابق الأول المخصص لغير المدخنين متضمنا 6 موانع . أولها وقف خدمة الويفي wi fi ومنع شبكة الكهرباء من الوصول إلى المقابس لفترة . الدعوة إلى احترام الفضاء بمنع الضجيج وعدم السماح بترديد الكلام الساقط .منع إلصاق الطاولات ببعضها . يمنع منعا كليا ترك الحواسيب والأوراق مبعثرة فوق الطاولات عند المغادرة . ويؤكد الإعلان ذاته عدم تحمل المقهى أية مسؤولية في حال الضياع . كما يمنع لمس الأشياء الخاصة أو المتعلقة بالمقهى في إشارة إلى جلب بعض الشباب الرالونج الكهربائي. يحدث هذا رغم أن المكان مراقب بكاميرا للمراقبة .
ولما كانت هذه الفئة المستهدفة من الشباب تتصرف وفق ميزانية محدودة حيث تكتفي بمشروب واحد طيلة فترة الصباح . فقد ارتأت قريحة مالك المقهى أن يمسكها من اليد التي توجعها . وقرر أن لا يتجاوز الوقت الفاصل بين المشروب أكثر من 3 ساعات . وهنا تحديدا كتب بالحرف ” إذا طلبت مشروبا ،وجلست مدة ثلاث ساعات وغادرت . فعند رجوعك سوف تعيد طلب مشروب آخر . لا أستطيع أن أصف لكم ما حصل بالدقة . لكن النتيجة لم تكن وفق ما كان منتظرا . فقد لاحظ الأوصياء انخفاض المردود وهجر الطلبة للمقهى . وهم يفكرون الآن بنشر إعلان آخر أكثر مرونة …
