ads980-90 after header


الإشهار 1


المدرسة المرينية بمشور تازة تاريخ وحضارة

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

عبد الإله بسكمار

هي واحدة من عدة مدارس أسسها أمراء وسلاطين بني مرين بكل من فاس ( المدرسة البوعنانية ) مكناس تازة وسلا، وقد أشار إلى مدرسة تازة المؤرخ ابن مرزوق التلمساني في نفس العصر، ثم الحسن بن محمد الوزان المعروف بليون الإفريقي Léon L’africain ( القرن السادس عشر الميلادي ) الذي ذكر أن تازة كانت بها ثلاث مدارس من بين مآثر المرينيين بهذا الموقع الذي اعتنوا به وتابعهم الوطاسيون في ذلك إلى درجة أن خليفة السلطان وشقيقه كان معينا كعامل على تازة ، وجاء تأسيس هذه المدارس بالمغرب كجزء من رد فعل سياسي وإيديولوجي حسب عبد الله العروي ضمن ما سماه برد فعل المسلمين السنة بعدما عرف العالم الإسلامي موجات من التشيع المتنوع المشارب والأهواء ,وإثر انحصار مذهب ابن تومرتالمتميز بخليط اعتزالي شيعي وسيرا على نهج السلاجقة وهم سنة متشددون في تأسيس مدارس لتلقين مبادئ الإسلام وفق الرؤية السنية على يد نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي في أواسط القرن الخامس الهجري
كان التفسير الظاهري للقرآن ومباحث الفقه وكتب الفروع والحديث والتفسيرمع بعض المباحث الأخرى كالطب والفلك والكيمياء هي المواد التي تدرس في هذه المؤسسات التي كان السلاطين يعينون أساتذتها وشيوخها ويجرون عليها الأوقاف لفائدة الشيوخ والطلاب .
ينطبق هذا على المدرسة المرينية بمشور تازة العتيقة والتي وصفها ابن مرزوق بأنها المدرسة الحسنة أي الجميلة أو الحسنية نسبة إلى الأمير أبي الحسن الذي بناها يوم أن كان وليا للعهد في زمن أبيه أبي سعيد عثمان في حدود سنة1323 / 724 هـــ ويضفي عليها صاحب guides bleux ;وصفا جميلا رائقا من حيث النقوش والزخارف، وقد كُتب على بابها الخارجي هذين البيتين الللذين يرجعان إلى العصر المريني ويعود لنا الفضل في إعادة قراءتهما من أجل كتابتهما مجددا بسبب القدم والإهمال وهما:
لعمرك ما مثلي بشرق ومغرب…..يفوق المباني حسن منظري الحسن
بناني لدرس العلم مبتغيا به ……ثوابا من الله الأمير أبو الحسن
والمدرسة ملك عمومي من المفترض أن يكون تابعا قانونيا للجماعة الحضرية، ومفتوحا للمغاربة لأن المدارس المماثلة في فاس وسلا خاصة يحكمها نفس الوضع القانوني، وهي حاليا مؤسسات تديرها وزارة الثقافة لأنها ببساطة من المعالم التاريخية المصنفة وطنيا وفي عداد الآثار التابعة للدولة، وكانت المدرسة في الماضي مكشوفة دون شرفة أو قبة وأكثر مساحة من الحيز الحالي مما يطرح سؤال التهيئة ومدى مراعاته لوضعية البناية الأصل كمعلمة تاريخية محكومة بالقوانين والمراسيم الجاري بها العمل، وهو ما كان يفرض أن يدخل ضمن ملف تصنيف تازة كتراث وطني .


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5