ads980-90 after header


الإشهار 1


ورشات “السودور” والنجارة والميكانيك في أحياء تازة .. حينما تتحول الحياة إلى “جحيم”

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

بمجرد التجوال ببعض الأحياء الشعبية لمدينة تازة، لابد من سماع الأصوات المزعجة للمناشير الكهربائية وٱلات النجارة وتقطيع الألومنيوم وتطاير غبار الصباغة والخشب، ناهيك عن إنتشار بعض الروائح الكريهة وبعض المواد الصناعية الخطيرة التي تهدد سلامة الساكنة.
– إنتشار المحلات الصناعية وسط البنايات السكنية:
أصبحت الحرف الصناعية تزاحم البنايات السكنية والتجارية في عدد من الأحياء السكنية غير المجهزة لهذا الصنف من الانشطة، وتشوه المظهر الحضاري للمدينة، كما أن إنتشارها يتسبب في أضرار خطيرة للساكنة والبيئة، بسبب الٱلات الثقيلة ومخلفاتها، كأجزاء الحديد، ، وغبار النجارة والصباغة التي تؤدي إلى إصابة المواطنين بأمراض عديدة كالحساسية المفرطة وضيق التنفس، كما هو الحال بالنسبة لعائلة « وديع » بحي الحجرة العلوي التي تجد نفسها مجبرة وبشكل دائم على إغلاق النوافذ، تفاديا لتسرب الغبار الناجم عن تقطيع الحديد في ورشة المجاورة لمنزله
ويشرح « وديع » معاناة أسرته مع نشاط الورشة قائلا: « هناك ضجيج وغبار يجعلنا محرومين من فتح نوافذ المنزل، أمام أشعة الشمس »، ويضيف أن الوضع أصبحت له تداعيات صحية على أفراد أسرته ؛ ويقول بنبرة حادة ” أسرتي هلكاتهم الحساسية بسباب الغبرة وريحة السودور والحديد والصدأ.. “. بالإضافة إلى الضجيج الذي ينتج عنه أمراض نفسية وعصبية الشيء الذي يؤثر على صحة المواطنين ويقلق راحتهم.
وهذا ما أكدته « إيمان » بقولها: » حينا فقد وظيفته السكنية بسبب المحلات الصناعية التي تنشط فيه، فنحن نعيش بشكل يومي مع الضجيج الذي يبدأ في الصباح الباكر ولا يتوقف إلا عند المساء »، وتضيف « فمجمل هذه المحلات غير مقيدة بضوابط محددة كساعات محددة للإغلاق والفتح ».
يعد الحي الحسني “الحجرة” بمدينة تازة ذات الكثافة السكانية العالية، نموذجا صارخا يعبر عن سرعة وثيرة نمو هذه المحلات وتوغلها داخل الأحياء السكنية، ما يفاقم من درجة خطورتها فهو من جهة يحتضن نشاطا ذا طبيعة صناعية محضة، ومن جهة تستخدم مجموعة من المواد الكيميائية الخطيرة والسريعة الإشتعال. وهذا ما أكده لنا « إسماعيل » عامل تلحيم بحي الحجرة ذاته بالقول: إننا نستخدم مواد يجب الحظر أثناء إستعمالها ». وقد صرحت « نعيمة » إحدى ساكنة الحي « لا أستطيع ترك أطفالي يلعبون بمفردهم أمام المنزل بسبب محل التلحيم (سودور)، الذي افتتح مؤخرا بجانب منزلي، وهو تصريح تشاطرته معها أغلب نساء الحي
مع إنتشار هذه الظاهرة.
أصبح أرباب هذه المحلات الصناعية يقومون بإحتلال الملك العمومي بشكل غير قانوني، بوضع معدات الأوراش على الأرصفة، إذ يتعذر على المارة وخاصة القاطنين بالبنايات السكنية إستعمالها، وأصبحت ملحقة بدون سند قانوني لهذه الأوراش ، يكملون فوقها أشغالهم الحرفية.
كما سبقت الإشارة، فإن أغلب الأحياء الشعبية لمدينة تازة، تعاني من الإنتشار الواسع لمحلات الصناعات والحرف كالنجارة والحدادة…(الأدارسة، شارع محمد السادس، طريق الوحدة..) التي تعرف إقبالا واسعا من طرف المواطنين الذين يلجأون إليها من أجل صناعة التجهيزات المنزلية، الشيء الذي يشكل خطرا على السكان، وتشوه المظهر الحضاري للمدينة. ولهذا فإن أغلب السكان مستاؤون ويشتكون من هذه الظاهرة، بسبب الإزعاج والضوضاء التي تسببها الٱلات التي تحرم السكان من الراحة وتجعلهم يشعرون بعدم الإستقرار والطمأنينة في أحيائهم التي أصبحت مناطق صناعية، « السكن سكن والصناعة لها مكانها » حسب تصريح أحد ساكني المدينة. هذه الحرف دائما تسبب مشاكل للساكنة، وغالبا ما تتقدم الساكنة بشكايات تتضمن الأضرار التي تلحقهم بسبب هذه المحلات، سواء الميكانيك أو نجارة الخشب والألومنيوم، أو الحدادة… ويطالبون السلطات بالتدخل السريع للحد من هذه الظاهرة ومخاطرها عليهم وعلى البيئة


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5