تازة : ما السر في ارتفاع أسهم هؤلاء “الديناصورات” السياسوية و”الماشينات” الانتخابية ؟!
www.alhadattv.ma
كثيرة هي الأساطير التي راجت عن أسماء كانت تعتبر نفسها من أعيان إقليم تازة من زمن هيبة «المخزن» والإدارة القديمة التي كانت تحفل بالوشاة والأتباع والمريدين والمطيعين وحتى” الجهال” الذين وجدوا أنفسهم في قلب الجهاز القديم من بينهم من كانوا موظفين بسطاء في دوالب الإدارة حتى أضحوا يملكون العقارات والشركات والأموال ومن تم رؤساء جماعات ومنتخبين في الجماعات الترابية والبرلمان والغرف المهنية، ومن بينهم من كان عاطلا عن العمل يساعد والده بين الفينة والاخرى في مقاولة صغيرة جدا أفلست بعد ذلك ،حتى أضحى من الأسماء المالية المعروفة بإقليم تازة صاحب مقاولات ومكاتب الدراسات والمشاريع الاستثمارية الضخمة، وآخر كان مجرد سائق طاكسي وفي رمشة عين أصبح صاحب الجاه والمال؟؟؟
أصبح عدد من الذين كبروا ولا يزالون في المجالس المنتخبية المحلية منها والبرلمانية في ظل المخزن، موضوع نهايات وشيكة تصلح للأفلام، قريبين من النسيان أو التوثيق في المصادر التاريخية الغابرة والمنسية وهم مشرفين على نهايات موجعة نفسية،وحتى إن استطاعوا مراكمة ثروات عقارية ومنقولة بطرق ملتوية.
وبواسطة السلطة كانت هذه الأسماء تمتاز بثقل كبيرعلى مستوى إقليم تازة، خصوصا وأنهم شرعوا في زرع أشقائهم و أبناءهم وزوجات أشقائهم وابناء العم والجار والمجرور ..في المؤسسات التمثيلية لتكون قريبة من السلطة ومصادر القرار درءا لكل مكروه.
بين مُؤَكِّدٍ ومُفَنِّدٍ، تنتشر أخبار هنا وهناك، تتحدث عن برلمانيين محمد بوداس،عبدالواحد المسعودي على سبيل المثال، باعتبارهما من الشخصيات العمومية تساهم في تدبير الشأن العام ومن حق الرأي العام النبش في مسار من يخطط لمستقبله.. ، حتى باتت أسمهما الأكثر تداولا بين جهابدة السياسة وسماسرة الإنتخابات بإقليم تازة.
“الدكاترة السابق ذكرهما”.. هكذا يمكن أن نطلق عليهما تماشيا وحجم الأخبار التي تتحدث عنهما، لكن حين النبش في سيرة هؤلاء الرجال، نجدهم من طينة ساسة تازة الذين لا يجيدون سوى الحصول على الأصوات وهم من فصيلة “ماشينات الإنتخابات”.
أي كفاءة علمية يمكنها الرفع من أسهم هذين البرلمانيين ومدبري الشأن المحلي بمدينة تازة ، طبعا لا توجد.. فما الذي جعل منهما ينالان كل هذا الإهتمام؟ وما الذي جعل أحزابا كبرى تطلب ودهما؟
الحديث عن السياسويين بوداس والمسعودي.. يحيلنا للحديث عن سياسيين أخرين سابقين بإقليم تازة،(رحمهم الله) الذين لم يكونوا يملكون من الكفاءة سوى إجادة الحصول على الأصوات، وخلق الشقاق والفتنة والتخابر.. بالطرق التي يعرفها الكل، حتى صار إسم هؤلاء الرجال متداولا على نطاق واسع ، تتخطفهم القيادات الحزبية، متمنية نيل رضاهم حتى يترشحوا بإسمها.
ما فائدة سنوات محمد بودس والمسعودي داخل البرلمان خلال سنوات ،.. بالقطع لم يكن لهما ما يضيفونه لإقليم تازة،وماذا كانت حصيلتهما في تدبير مؤسسات منتخبية محلية ومهنية، طبعا لاشيئ، وهذا لا ينسجم مع رغبة الساكنة في رؤية ممثليها بالكفاءة والشبيبة التي تتيح لهم الترافع عن تازة وجلب المكاسب لها.
إن على الأصالة والمعاصرة، أن يخجل من نفسه وهو الذي يمثله المسعودي عبدالواحد داخل البرلمان وعلى راس جماعة تازة ،الفاشل في تسييرها بحكم الواقع، أن يسارع إلى تقديم المشورة وإعادة تربيته في شقها المرتبط بحسن تدبير مدينة من حجم تازة، ويعيد النظر ويمنع تزكيته مستقبلا رأفة بساكنة إقليم تازة واحتراما للمؤسسة الحزبية التي أعلنت قبل أيام عن تخليق المنتسبين إليها سياسيا، لم يقدم ما يُذكر للإقليم، والبحث عن وجوه جديدة تتناغم مع مبدأ الحزب كما يروج له زعمائه الجدد ، وبالبحث عن رجالات الذين بصموا بكفاءتهم تاريخ الإقليم وما أكثرهم.
مقابل ذلك، وبدون رياء أو تشدق ، أحسنت بعض الأحزاب، من جهة ،عندما زكت ثلة من الكفاءات الشبابية المتواجدة بالإقليم، احتراما للساكنة، واحتراما لمنخرطي التنظيم الذين بذلوا مجهودات جبارة لتحسين صورة أحزابهم على الأقل من حيث الهيكلة والتنظيم، الذين قدموا للإقليم ثلة من كفاءاته، من من كسب ومنهم من لم يواكبه الحظ ،لكن ذات الأحزاب ضربت في عمقها الويلات عندما زكت إلى جانب الشباب والنساء وجوه دون ذلك من كفاءة، وهذا ليس ضربا في شخص الرجال الطاعنين في السن والماكرين في السياسة الذين نجحوا في الانتخابات الجماعية والجهوية باسم تلك الأحزاب رغم أنف الساكنة،بل في شخصهم السياسي.
وما يقال عن الأحزاب التي لم تصب في اختياراتها لبعض ديناصورات الانتخابات ، ينطبق أيضا على أسماء التي اختارتها أحزاب ذات التنظيم التاريخي العريق التي بصمت عن تواجدها السياسي والحزبي بإقليم تازة لعقود من الزمن وأثمرت كفاءات كبيرة سجلت بمداد من فخر
إقليم تازة اليوم يدمي القلب، فساسته أشبه ب”لوبي” انتخابي لا يهمه مستقبل الإقليم، بل همه الوحيد الحصول على المقعد بأي وجه كان، وبأي مرشح قادر على الفوز، ولو كان دون الحد الأدنى من الكفاءة.
فساكنة إقليم تازة من الآن فصاعدا ،لا يعذرها التاريخ، ولا يلومها لائم في الانتخابات المقبلة، ومسؤولة حتى النخاع في الحيلولة دون السماح الانتهازيين العبث بشؤونها ةالتحكم في مصيرها والحديث بإسمها في “المحافل” المحلية والوطنية.