رغم الهشاشة والتهميش والحكرة..سكان دواري تاوريرت وإزلافن بمغراوة بتازة يشمرون على سواعدهم لفك العزلة عنهم
www.alhadattv.ma
شكلت البنية الطرقية والعزلة التي يعاني منهما دواري إزلافن و تاوريرت بالجماعة الترابية مغراوة بإقليم تازة ،عدة تساؤلات لدى اغلب الفعاليات المدنية ، ناهيك عن استغراب الأخيرة من السياسة التنموية وطبيعتها المنتهجة بهذه المنطقة، وعلى اعتبار أن أي أساس للتنمية كمفهوم عام، لن يستقيم دون الاهتمام بالعنصر البشري، وما يلعبه من دور في أي مقاربات تنموية تشاركية تقريرية ، كما ان السياسة العامة التي تروم إيجاد مخارج وحلول للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة بما فيها فك العزلة بشكل أو بآخر عن المناطق القروية، تقودنا للحديث عن واقع تاوريرت وإزلافن وبعض الدواوير، حيت تعيش عزلة تامة رغم ما يقدمه شباب هذه المنطقة من مبادرات للتقليل من الهوة الاجتماعية المتسمة بالهشاشة عموما.
وفي مبادرة منهم وبعد أن أعياهم انتظار أن يقوم المسؤولون بأدوارهم التي أوكلت إليهم، قام شباب دواري تاوريرت وإزلافن بجماعة مغراوة بإقليم تازة، بفك العزلة عن دوارهم بإعادة شق المسلك الطرقي الذي أتلف بفعل العوامل الطبيعية، وذلك لإعادة ربط دواريهم بالعالم الخارجي، وذلك باستعمال أدواتهم البسيطة، من معاول وفؤوس ، وتحدوا بذلك القيمين على الشأن المحلي وأعطوا المثل في التضحية، ولم تثنيهم ظروف الطقس الحار عن فك العزلة عن الساكنة، ومعتبرين أن التهميش الذي يتعرضون له هو نهج عقابي ضدهم، وإلا فما معنى أن تتركهم السلطات في عزلة دون أي تدخل لإصلاح أوضاعهم وإعادة ربطهم بالعالم الخارجي.
السكان في الدوارين المذكورين يرون أن الجهات المسؤولة بات شعارها هو عزلة لكل دوار، حتى اشعار اخر ، الشيء الذي يجعلهم كذلك يتساءلون عن مدى تفعيل استراتيجية الدولة المتعلقة بفك العزلة على المناطق القروية والتي تعيش وضعية صعبة ؟ ان الاجابة على هذا السؤال المطروح يعرج بهم لاعتبار أن المقاربة التشاركية مع الساكنة أصبحت أكبر غائب، حيث بلغ الاحساس بالسكان إلى افتقادها وكأنها غير موجودة، لأنها حسبهم لم تعمل على إشراكهم في إيجاد حلول لمعاناتهم وانتشالهم من عزلتهم، التي طالما شكلت شعارا مركزيا للدولة في سياستها إزاء العالم القروي، وإلى متى سيظل السكان يدفعون ثمن عزلتهم بمزيد من التهميش والاقصاء. يؤكد سكان الدوارين.
وحسب اتصالات بعض الساكنة ب”الحدث تيفي”، فإن هذا الدوارين المنتميين إلى جماعة “مغراوة”، يعانيان العزلة التامة وصعوبة الوصول إلى مساكنهم بسبب انعدام البنية التحيتة والمسالك الطرقية، الأمر الذي يعرض حياة العديد من المرضى والنساء الحوامل للخطر، بسبب صعوبة الوصول إلى وسيلة نقل ثم إلى المستشفى.
ويطالب هؤلاء الجهات المعنية، بالتدخل من أجل فك العزلة عن السكان وبرمجة مشاريع وأوراش تقرب الساكنة من الخدمات الأساسية، وتسهل تنقلهم إلى مساكنهم والمناطق المجاورة.
واكد أحد الفعاليات المدنية بجماعة مغراوة أن الطريق المؤدية الى دواري تاوريرت وإزلافن غير صالحة لتنقل المركبات بسبب كثرة الأحجار والمطبات والحفر والشقوق الخطيرة التي تنتشر على طول الطريق مما قد يساهم في حوادث للمركبات، بالإضافة لعدم تكسية الطريق وترميلها ولو بالتوفنة، حيث أن طريق الدوارين طريق صخرية مائة بالمائة.
معاناة مستمرة ومتواصلة لسكان هذه القرى المنسية، الذين يبدو أنهم يرثون معاناتهم من جيل إلى آخر بعدما حكمت عليهم الأقدار بأن يعيشوا وسط هذه الظروف الطبيعية والجغرافية القاسية، بالإضافة إلى إهمال المسؤولين لهم، حيث لا مؤشرات تلوح في الأفق عن رغبة في تغيير واقعهم المرير.
وفي تصريحات متطابقة ل”الحدث تيفي” حول معاناتها اليومية مع الوضع الحالي للطريق التي تربط الدوارين المذكورين بجماعة مغراوة ، طالبت ساكنة إزلافن وتاوريرت عمالة تازة، والمجلس الإقليمي لتازة، العمل على الاقل بتكسية هذه الطريق، وفك العزلة على مناطقهم.
وأمام هذا الوضع، تقول الساكنة إنها لازالت تنتظر وتترقب كل سنة طي صفحة هذه الطريق التي طالها النسيان، وتأمل في رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة. وقال أحد أبناء دوار تاوريرت، في تصريح ل”الحدث تيفي”، إن المنطقة ظلت تعيش الويلات منذ فترة طويلة، كما قبعت خارج اعتبار المسؤولين والمنتخبين، ولم تستفد من أي برنامج تنموي.
حري بالذكر أن ساكنة دواري تاوريرت وإزلافن خاضت أكثر من مرة مسيرات احتجاجية سلمية في اتجاه مقر عمالة إقليم تازة، رفعت خلالها مطالب إصلاح الطريق المذكورة وفك العزلو عنهم، معبرة عن استيائها من التهميش الذي ترزح تحته المنطقة وظروف العيش الصعبة بسبب غياب بنية تحتية مؤهلة.