حين يعجز عامل إقليم تازة ورئيس الجماعة وشركائهما على استكمال بناية من طابق واحد عمرها 23 سنة

www.alhadattv.ma
“حشومة إقليم كامل فيه منتخبين وسلطات وجمعيات داخل وخارج أرض الوطن… مقدوش إكملوا بناية فيها طابق واحد”. بهذه العبارات تحدث إلينا نور الدين متحسرا على العجز عن استكمال بناء المركب الثقافي المتواجد بشارع مولاي يوسف بمدينة بتازة.
نور الدين، الذي يقطن غير بعيد عن مكان وجود المشروع، ليس الوحيد من أبناء تازة الذين آلمهم ولا زال يؤلمهم مشهد بناية شُرع في تشييدها قبل ست سنوات وتم وضع حجر أساسها منذ 23 سنة لكنها تأبى أن تنتهي، لتأبى معها معاناةمثقفين وفنانين وشباب من تازة بسبب الخصاص المهول في الفضاءات الثقافية والفنية من قبيل دار الثقافة و قاعات التنشيط الفني والثقافي…
من العار والعيب أن يمر الوزير وعامل الإقليم ورئيس الجماعة والمنتخبين من أمام بناية ( الخربة) بشكل دوري دون أن يُؤلمهم منظر بناية وُضعت لتخفيف معاناة وضغط الفضاءات للشباب والمثقفين والفنانين لكنها لن تنتهي لتزيد تعميق جراح الساكنة من حالة الانتظارية التي لم ولن تنتهي .
بقاء المركب الثقافي على شكله الحالي دون استكمال يعتبر وصمة عار تلاحق كافة مكونات المدينة، وأولها جماعة تازة، التي كان بمقدورها حشد الدعم للمشروع،بعد عجز الممول عن طريق شراكات مع عدة جهات رسمية، لكن يبدو أن الجماعة لا تجيد التعامل مع باقي المؤسسات المنتخبة بالإقليم والجهة.
السلطات المحلية بتازة، التي ترفع التقارير عن كل كبيرة وصغيرة، كيف نراها اليوم تغض الطرف عن المشروع، فقد كان بإمكانها، من خلال رسالة نصية قصيرة لعامل الإقليم، حتى يتدخل لاستكمال المشروع، من خلال سرد أهميته وملحاحيته.
جمعيات المجتمع المدني التي تُسمي نفسها نشيطة قسرا بدورها تقف موقف المتفرج منتظرة تلقي الدعم من الجهات المنتخبة لإقامة نشاطات فلكلورية لا تسمن ولا تغني من جوع. في حين كان أوْلى أن تهب بالضغط لاستكمال المركب نحن في حاجة ماسة إليه.
وإن كنا نتحدث عن الفاعلين (مالين الشكارة) فإنه لا بد من الحديث عن الفاعل الاقتصادي الذي تبنى المشروع، ولكن لأن ثقافة الاعتراف بالفشل لا تدخل في قاموسنا، يأبى هذا الفاعل الاعتراف بفشله في إخراج المبنى إلى حيز الوجود، ولو أننا نقر بمجهوداته …
فكيف يُعقل أن يستمر صاحب فكرة إحداث المركب الثقافي في شخص جماعة تازة ووزارة الثقافة كل هذه المدة دون أن يستطيعا حشد الدعم للمشروع، بينما نرى الإصرار على الإمساك بزمام أموره. فالحري بمن عجز عن تقديم المرجو أن يتنحى، والعبرة ليست بتولي المهام بل بما قُدِّمَ.
توالت السنين والمركب الثقافي بناية مهجورة غير مكتملة، جاء عامل وذهب آخر، ولا زال المركب على حاله. أليس هذا فشلا؟
أختم بما قاله لي الشاب نور الدين الذي يقطن غير بعيد عن القطب، وهو يتألم حسرة: “حنا ماشي ولاد تازة وماشي رجال إلى مقديناش نكموا بناء هاذ المشروع”.أين البرلمانيون الذي تهربوا من أداء ملايين الدراهم من مستحقات الأراضي غير المبنية؟؟ أين الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الذي استفاذوا من آلاف الأمتار في الحي الصناعي بثمن رمزي؟ أين وأين زأين..