إشراقات مضيئة حول الآلة الأندلسية التازية ( الجزء 2)
www.alhadattv.ma
الفنان عبدالحق بوعمر/ طنجة
..من لا التاريخ له لا مستقبل له.. مقولة تنطبق على ضمان استمرارية واعدة لتاريخ تازا الصوفي والادبي والفني ..و.. والذي يتطلب رفع القبعة لكل من ساهم في صنع جزء من هذا التاريخ المجيد … ومن بين الاسماء التازية التي ساهمت وبكل ما أوتيت من جهد وامكانات مادية ومعنوية * المرحوم ج.محمد بلغيث * الذي كرس جزء مهم من وقته في تاسيس مرحلة مهمة من تاريخ طرب الآلة الأندلسية و الحفاظ على طبوع فني السماع والمديح رفقة( جمعية الفتح لفن المديح السماع ) والتي اخدت منزل المؤسس ناديا مفتوحا في وجه شباب المدينة المتعطش والمهتم لصقل موهبته و تمكينه من خبايا هذا الموروث الصوفي المتجدر …
… هذا الاهتمام لم يأتي من فراغ بحكم ج.محمد ( المزداد 1940م والمتوفى24 ماي 2008م) ترعرع و تعلم وشرب طبوع الوان و اذكار فني المديح والسماع من الأصل باعتباره ابن المرحوم ج عبدالله بلغيث مقدم الزاوية التهامية … ما يهمنا من خلال هذه الاشراقات هو ” طرب الآلة الأندلسية التازية والتي عرفت ازدهارا ملموسا فى عهد ابن فاس العالمة السيد” عبدالحي العمراني ” الكاتب العام السابق بعمالة تازا هذا الرجل المهووس بفن الآلة والذي عمل الى جانب ج.محمد بلغيث وبعض المحبين على تاسيس
( جمعية هواة الموسيقى الأندلسية .. 1978) ضمت الى جانب عازفين ومنشدين اسماء ينتمون لسلك الداخلية :
* الحاج الطيب بعصمان ،رئيس قسم الموظفين عازفا على آلة الرباب * ذ محمد كرومه شفاه الله موظف بمكتب الضبط عازفا على آله الكمان ( رئيسا للجوق) * المرحوم محمد السعيدي موظف بقسم الجوازات ، الصوت الوديع البارع في اتقان الموال الأندلسي الشكوري العروبي … * المرحوم عبدالرحمن بن الطاهر ( النش) العازف على آلتيّْ ” الالطو والايقاع” ” محمد الحمد الحمدوشي، عازف آلة ” الرق ” .. هذه التشكيلة ارغمت ساكنة تازا على تسمية الجوق ” بجوق العمالة” والذى كان يفتقر الى تكوين اكاديمي ، ولهذا الغرض
اخد الحاج محمد بلغيث عل عاتقه الاستعانة بأسماء وطنية لهدا باع ودراية بهذ الفن الأصيل امثال:” ج.مصانو الشرتي ” ج.عبدالحميد العمراوي ” الحسين الامراني” سعيد الشرايبي و المقرء ج.علي البرنوصي .. الخ …
واللافت اخي القارء انه من خلال إشرافي على تقديم وتنشيط مجموعه من السهرات الدينية والاندلسية بالدار لكبيرة ” كما سبق وأن سميتها بإحدى القصائد الزجلية بمنزل ج.بلغيث ” توافد عدد كبير من شباب تازة و انضمامهم الى المجموعة عازيفن و منشدين سيحملون مشعل هذا التوهج لا حقا وعبر عقود … رحم الله رجالا حفروا في الصخر و من لا شيء ساهموا في صناعة تاريخ تازا المهمشة وبارك في عمر شباب كابد وناضل و ساهم في تلميع صفحات خذا التاريخ العريق ..