ads980-90 after header


الإشهار 1


قطعان من الكلاب الضالة تقطع الطرق بمدينة تازة وترعب أطفالها وتهاجم سكانها

الإشهار 2

www.alhadattv.ma

نضطر كلّ مرة الحديث عن ظاهرة أصبحت تثير مخاوف المواطنين بمدينة تازة بعد أن اجتاحت الكلاب الضالة وشوارعها الأساسية وأزقتها وفضاءاتها التجارية الكبرى وسط المدينة والحدائق والأحياء الآهلة بالسكان كالقدس والمسيرة والحجرة.. رغم كثافة الحركة بها ونمو العمران وانتشار الإسمنت والطرق شبه المعبدة.

لم تعرف مدينة تازة، في تاريخها، ظاهرة تناسل الكلاب وتكاثرها بهذا الحجم حتى أصبحت تتجول قطعانا وأسرابا وأرهاطا وجماعات في مختلف أنحاء المدينة، تضاهي قطعان الأغنام .

استفحال ظاهرة هذه الحيوانات المتوحشة وجدت مرتعا خصبا في الأزبال والنفايات والفضاءات الواسعة وتتحرك أسرابا وقطعانا، ليلا ونهارا وفي جميع الفضاءات من أزقة وطرقات وشوارع، لا سيما وقت تكاثرها وفترة تناسلها وتوالدها، فيكثر نباحها وعواؤها ليل نهار ويصبح من المغامرة على المواطنين والسكان الاقتراب منها ونهرها للابتعاد مخافة مهاجمته لإفراغ غريزة عدوانيتها الحيوانية، دون الحديث عن نباحها ليلا اللامتناهي والذي يمزق سكون الليل ويؤرق العامل والموظف ويؤلم الشيخ والمريض ويرعب الرضيع والطفل…

كلاب ضالة تتجول فرادى وجماعات استأنست وتدجَّنت وأصبحت تعيش وسط المواطنين دون خوف ولا رعب وأصبح المواطن هو الخائف والمرعوب، وبعد أن نجحت في تحدي مجلس جماعة تازة والسلطات المحلية، ارتقت إلى مرتبة تحدي مقر عمالة تازة ، وذلك باحتلالها الحديقة المقابلة للمدخل الرئيسي للعمالة للاستمتاع بقيلولة دون خوف من المواطن الذي يفضل الابتعاد عنها وينسحب من الحديقة، دون أن يُحوِّل نظره عن الحيوان.

أحد المستشارين الجماعيين الذي حالت قطعان من الكلاب دون مروره بأحد أزقة مدينة تازة،(الصورة)،والذي تعرض لهجوم من قبلهم بمجرد محاولته طردهم من وسط الطريق ليتسنى له المرور، لم يجد من مقارنة وضع ساكنة تازة إلا تلك التي قال عنها :”إننا أصبحنا نعيش مع الكلاب كما يعيش الهندوس مع الأبقار أو القبائل الهندية مع القرود”، بعد أن لاحظ أن الكلاب الضالة أصبحت تتجول بكلّ حرية وسلاسة وأمن واطمئنان وسلام بين المواطنين، لا يخافونهم ولا يرعبونهم، بل اقتنعوا أنهم أصبحوا جزءا من الساكنة ولهم الحقّ في احتلال المدينة بعد أن قرر مجلس الجماعة لمدينة تازة منحهم رخصة التجول والتنقل والتفسح، عبر تعليق تلك العلامة الصفراء التي تشهد على أنه هذه الكلاب تمّ تعقيمها وتحريرها.

وسبق أن تطرقنا لهذه الظاهرة في العديد من المقالات وانتظرنا طويلا ردود فعل السلطات المنتخبة والمحلية المسؤولة عن هذه المدينة التي باتت في حكم الحضائر المنسية

وضعية تشكل خطرا كبيرا على السكان خاصة الأطفال منهم الذين يرتادون يوميا هذه الطرقات والأزقة في اتجاه المؤسسات التعليمية، بل من الأطفال من يقترب عن جهل من هذه الكلاب في محاول للمسها وتدجينها…ومنهم من يعمد إلى تعذيب بعض الجراء أو مطاردة الكلاب الأخرى بالأحجار في حالة انتصارهم والإحساس بقوة الجماعة، إضافة إلى أن بعض المتسكعين يستغلون تكاثرها لاصطيادها واستعمالها في مهاجمة القطط و في المشاجرات فيما بينهم.

الغريب في الأمر أن تصبح هذه الكلاب جزءا من المشهد اليومي وتتجول بكل حرية وإحساس بالأمن والأمان بين أرجل المواطنين بوسط المدينة وشوارعها الكبرى وعند أبواب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والتعليمية، كما أصبحوا ينتظرون أمام محلات الجزارة بأمن وأمان في انتظار ان يجود عليهم الجزار بعظم، حيث تأقلموا مع حركات وسكنات السكان وأجواء المدينة وأصبحوا يتخذون أركانها وأرصفتها والحدائق فضاءات للاستراحة كباقي المتنزهين.

يستاء المواطن ويتقزز أكثر ويغتاظ من تواجد هذه الكلاب الضالة بشوارع المدينة الرئيسية تتجول وسط المارة والمتجولين مطمئنة ومرتاحة البال. لقد صار هؤلاء المواطنون العابرون للشوارع والجالسون إلى المقاهي والمتجولون عبر أرصفة المدينة يتجنبون تلك الحيوانات الخطيرة والمتوحشة ويفسحون لها الطريق والمجال، ويرتكنون إلى زوايا المقاهي والمؤسسات العمومية يحتمون بها حتى تمر القافلة بسلام.

لقد أصبحت تلك الكلاب تشكل خطرا كبيرا متنقلا إذ يمكن لها أن تتحول في لحظة من اللحظات إلى وحوش كاسرة وجائعة إذا ما تم استفزازها ، وتنقض على أي مواطن كبيرا كان أو صغيرا في غياب المصالح البلدية التي كانت أيام زمان تتوفر على قناصين متخصصين في اصطياد الكلاب وسجنها في أقفاص كبيرة متحركة إلى حين قرار الطبيب البيطري الذي غالبا ما يصدر حكمه بإعدامها اتقاء لجميع المخاطر التي قد تسببها.

لقد قرر مجلس تازة، قبل سنتين بعد تعدد الشكايات والانتقادات لتكاثر الكلاب الضالة، مباشرة حملة جمع وتعقيم الكلاب الضالة في جزء من المحجز البلدي، بعد أن تم تجهيزه بوسائل صيد الكلاب شبابيك واسلاك..، إلى جانب الاستعانة بعيادة بيطرية، حيث تتم عملية التعقيم.

وسبق لوزارة الداخلية أن أصدرت مذكرة مصلحية منعت بموجبها عمليات إبادة الكلاب الضالة بالرصاص الحي، داعية الجهات المختصة بمحاربة الكلاب الضالة بالجماعات الترابية إلى اعتماد طرق أخرى رحيمة للإمساك بالكلاب.

لكن في المقابل، لا يتحمل المواطن وزر الجماعات المحلية وجمعيات الرفق بالحيوانات التي تتهرب من مسؤولياتها لجمع الكلاب ووضعها في محاجز وفضاءات خاصة، دون قتلها لكن تتكلف بإطعامها وعلاجها ومراقبتها، بدل تحريرها وإطلاقها في المدن تزرع الرعب وسط المواطنين والأطفال وتقلق راحتهم أينما حلّوا وارتحلوا.


ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5