تازة: مستشار بالزراردة يقلب الطاولة على “تكتيك التضليل” ويسائل صمت منتخبي أيت سغروشن عن التقصير التنموي

www.alhadattv.ma
في مواجهة مباشرة مع التضليل السياسي، أصدر مستشار جماعي بجماعة الزراردة رداً قوياً ومفصلاً على اتهام خطير وجهه إليه أحد منتخبي جماعة أيت سغروشن، اتهمه فيه بمطالبته بعقد دورة استثنائية هدفها “طرد تلميذات وتلاميذ” ينحدرون من أيت سغروشن من دار الطالب والطالبة بالزراردة.
ولم يكتف المستشار بالزراردة بنفي التهمة المغرضة، بل استغل الفرصة ليكشف، بالوقائع الملموسة والمعلومات المفصلة، عن الأهداف الحقيقية لمداخلته في الدورة العادية. أكد المستشار أن تدخله انصبّ بشكل أساسي على الدفاع عن المؤسسة التعليمية، حيث طالب بزيادة الاعتماد المالي لدار الطالب والطالبة من 50 ألف درهم إلى 60 ألف درهم رغم الإكراهات المالية للجماعة، ودعا إلى دعوة ممثلي قطاع التعليم والتعاون الوطني لإيجاد حلول للمشاكل المالية التي تعاني منها المؤسسة والرفع من طاقتها الاستيعابية، وهو ما يناقض تماماً الاتهام الموجه إليه.
*معلومات صادمة: التكافؤ الإداري والفرص المفقودة*
كشف المستشار عن معطيات مهمة تزيد من تعميق الخلاف وتضع إشكالاً على مستوى تكافؤ الفرص، حيث أشار إلى أن 21 مستفيداً من أصل 30 مستفيداً من المنحة الكاملة هذه السنة هم من أبناء جماعة أيت سغروشن. ودعا المستشار وزارة الداخلية إلى إنصاف ساكنة أيت سغروشن المجاورة الذين يقطعون مسافة طويلة لقضاء أغراضهم الإدارية، مؤكداً أن منطق تقريب الإدارة من المواطنين يجب أن يكون المحدد للتقسيم الإداري المرتقب بدلاً من المحدد الإثني.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن دواوير مثل سيدي يعقوب وتاغروت والخزانة قدمت عريضة للسيد الرئيس الحالي تطالب فيها بالالتحاق بجماعة الزراردة نظراً لارتباطها الاقتصادي والاجتماعي بها، وهو المطلب الذي وجه لوزارة الداخلية للبث فيه. كما أكد دوره الشخصي في حل مشكلة اكتظاظ التلاميذ الوافدين من م/م الخزانة على إعدادية الزراردة، حيث تم حل المشكل عبر اعتبار الخزانة رافداً من روافد الإعدادية، بعد أن كان عليهم قطع مسافة 30 كلم.
*تحويل الأنظار: سلاح مكشوف*
المتتبع لقضايا الشأن العام المحلي بٱيت سغروشن يضع أصبعه على ظاهرة باتت متفشية في المشهد السياسي بهذه الجماعة، وهي لجوء بعض المنتخبين إلى “تكتيكات الهروب إلى الأمام”، مثل إلقاء اللوم على الآخرين، نشر التضليل والإشاعة، وشخصنة النقاش عبر السب والقذف والتشهير، وذلك بهدف رئيسي: تبرير فشلهم الذريع وتحويل الأنظار عن القضايا الجوهرية التي تعيق التنمية المحلية.
هذه الأساليب، التي وصفت في التدوينة بأنها “العيش في المياه الآسنة”، ترسخ الانطباع بأن هناك محاولة ممنهجة لخلق عدو وهمي خارجي لتغطية العجز الداخلي.
*تحدي “المواجهة”: مناظرة لتبيان الحقائق*
في ختام رده، رفع المستشار بجماعة الزراردة تحدياً مباشراً وعلنيا في وجه المشككين في مصداقيته وتاريخه النضالي والإنساني. فقد أعلن المستشار عن استعداده التام للمواجهة وإجراء مناظرة مباشرة مع أي طرف يشكك في أقواله أو يروج للمعلومات الخاطئة، “أينما شاء ومتى شاء وبالطريقة التي يراها مناسبة له”. هذا التحدي يمثل دعوة صريحة للارتقاء بالنقاش المحلي من مستوى الإشاعة إلى مستوى المساءلة المباشرة والمسؤولية العلنية.
*أيت سغروشن: أسئلة التنمية المعلقة*
في قلب هذه “الضوضاء” المفتعلة، تبرز أسئلة حارقة، تخص فقط مجال التعليم، موجهة لمنتخبي جماعة أيت سغروشن، سواء الأغلبية أو المعارضة، وهي أسئلة تتطلب تفاعلاً مسؤولاً بدلاً من الهروب إلى المناوشات الشخصية:
*أزمة التعليم والبنية التحتية* : لماذا فشل مجلس أيت سغروشن، رغم كونه الأعلى كثافة سكانية في دائرة تاهلة ويمتلك الميزانية الأكبر مقارنة بالجماعات المجاورة، في تحقيق مشروع حيوي كمشروع توفير ثانوية تأهيلية بالمنطقة أسوة بالجماعات المحيطة لتيسير تمدرس أيناء وبنات المنطقة بدل الارتحال القسري للجماعات المجاورة (الزراردة، تاهلة، مطماطة، المنزل) وما يرافق ذلك من متاعب لهم ولأولباء أمورهم؟
*عجز إيواء التلاميذ* : ما هي أسباب فشل المجلس في توسيع دار الطالب والطالبة لخدمة أكبر عدد من أبناء المنطقة، ولماذا لم يتم العمل على توفير داخلية تنهي معاناة التلاميذ مع التنقل والبعد عن الدراسة؟
*معضلة النقل المدرسي(البنية)* : لماذا يحرم العديد من تلاميذ المنطقة المتمدرسين من خدمة النقل المدرسي ويقطعون مسافات بالكبلومترات ذهابا وإيابا، بمبرر أن سيارات النقل مخصصة للطرق المعبدة (“الكودرون”) وتستثني المسالك المكسية بالتوفنة، على عكس ما هو معمول به في العديد من الجماعات المجاورة؟
*معضلة النقل المدرسي (التفويت)* : لماذا تشكل جماعة أيت سغروشن استثناءً في تدبير خدمة النقل المدرسي، حيث تتكفل هي بهذه المهمة بشكل مباشر، خلافاً للجماعات المجاورة التي تفوّت هذا المرفق الحيوي لجمعيات محلية متخصصة؟
*الحصيلة التنموية الصفرية* : لماذا تشير المؤشرات إلى أن حصيلة مجلس أيت سغروشن تكاد تكون صفرية على مستوى المشاريع المنجزة، في وقت تنجح فيه المجالس الجماعية المجاورة في تلبية حاجيات ساكنتها عبر مبادرات ومشاريع ملموسة؟
إن الرد الذي قدمه مستشار الزراردة، لم يكن مجرد دفاع عن النفس، بل كان بمثابة دعوة صريحة لإعادة ترتيب الأولويات والكف عن تشتيت الجهود في اتهامات لا أساس لها من الصحة، والتركيز بدلاً من ذلك على الإجابة عن الأسئلة الحقيقية التي تهم مصير ومستقبل ساكنة أيت سغروشن. التحدي المرفوع اليوم هو تحدي شفافية، ينتظر رداً لا يقتصر على الإنكار، بل يركز على تقديم الحصيلة التنموية الغائبة.