نزار بركة من تازة.. الدولة تمنح دعما يصل لـ 10% للمستثمرين الراغبين في توطين استثماراتهم بإقليم تازة (صور)
www.alhadattv.ma
في مهرجان خطابي تواصلي حاشد بمدينة تازة، ترأسه الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يومه السبت 25 أكتوبر 2025، تحت شعار “تخليق العمل السياسي رافعة أساسية لتنمية حقيقية للمغرب الصاعد”، وذلك في ظل حضور أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب عبد الجبار الراشيدي رئيس المجلس الوطني للحزب وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، وعبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيك، وعمر حجيرة كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، وعلال العمراوي، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، وعبد السلام اللبار رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين وعبد المجيد الفاسي نائب رئيس مجلس النواب، بالإضافة إلى حضور كل من عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، و منير شنتير، رئيس مجلس جماعة تازة والنائب البرلماني للحزب بالإقليم فضلا عن عدد من برلمانيي الحزب من الأقاليم المجاورة، ورؤساء الجماعات ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم، وعدد من أطر ومناضلات ومناضلي الحزب والمتعاطفات والمتعاطفين من ساكنة تازة.
وتميزت أشغال هذا المهرجان الخطابي التواصلي، بالعرض السياسي لنزار بركة الذي أشار في بدايته إلى القوة التمثيلية لحزب الاستقلال بإقليم تازة الذي يضم 135 مستشاراً جماعياً شاكرا ساكنة هذا الإقليم على ثقتها في الحزب ومنتخباته ومنتخبيه، ومبرزا أن هذا اللقاء يتزامن مع محطات هامة بالنسبة للمملكة، خاصة اجتماع مجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن الصحراء المغربية، وكذلك اقتراب تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، مشيدا في هذا الصدد بالاعتراف المتزايد من الدول الكبرى بمغربية الصحراء وإيمانها بأن الحل الوحيد يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وداعا الأمين العام إلى وحدة قوية وجبهة داخلية صلبة وتعبئة شاملة من كافة المواطنات والمواطنين لبلوغ النتيجة المرجوة، في ظل زخم الدبلوماسية المغربية، مؤكدا أن هذا الصراع المفتعل لن يطول، مما سيمهد الطريق لإعادة إحياء المغرب العربي وخلق سوق اقتصادية كبرى تضم 100 مليون نسمة، مع ضمان الاستقرار والسلم في المنطقة.
وانتقل نزار بركة للحديث عن التحديات التنموية، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي الأخير كان موجها لشباب الإقليم كما شباب الوطن، بقول جلالته: “ما تزال هناك بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية، وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية، فلا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين.”
وشدد بركة أنه لم يعد مقبولا استمرار الفوارق المجالية، طارحا السؤال الجوهري “كيف السبيل لبلوغ مغرب بسرعة واحدة؟ مشيرا إلى أن منطق وقف المشاريع الكبرى لتنمية مناطق أخرى لا يستقيم، إذ لا وجود لتناقض أو تنافس بين المشاريع الوطنية الكبرى والأوراش المحلية، مؤكدا أن ثلاث جهات فقط تساهم بـ 60% من الناتج الداخلي الخام، داعيا إلى تفعيل برامج التنمية الترابية، ومشدداً على أهمية اعتماد سياسة قائمة على النتائج الملموسة والتي لها وقع على الحياة اليومية للمواطنين.
وأورد نزار بركة أرقاماً دالة على حجم الاستثمارات الوطنية، حيث بلغت تكلفة ملعب الأمير مولاي عبد الله 5 ملايير درهم، فيما وصلت تكلفة مستشفى بن سينا إلى 12 مليار درهم، وهو ما يبرز الأهمية القصوى التي تحظى بها أوراش قطاع الصحة، مشيرا إلى إنجاز وتأهيل 1100 مستوصف قروي، وتخصيص 25 مليار درهم كمجموع استثمارات لاحتضان الأنشطة الرياضية في أفق 2030، مقابل 26 مليار درهم ترصد سنويا لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر.
ولفت الأمين العام إلى أن مشروع قانون المالية لسنة 2026 خصص 140 مليار درهم لقطاعي التعليم والصحة، وهو مبلغ يعادل ثلاث مرات ما خُصص لاستضافة كأس العالم، مشيرا إلى أن الإشكال المطروح اليوم لا يتعلق بحجم الاستثمارات بقدر ما يرتبط بالحكامة الجيدة والنجاعة في التنفيذ وتحقيق النتائج الملموسة على أرض الواقع لصالح المواطنات والمواطنين.
وأكد نزار بركة أن الأولوية الراهنة تعطى لوضع خريطة صحية وطنية وجهوية تهدف إلى تعزيز اللامركزية في القطاع الصحي، مشيرا إلى الإجراءات المتخذة لتحفيز الأطباء على الاشتغال في القطاع العمومي، من بينها رفع أجور الأطباء بنسبة 30%، وتقديم تحفيزات خاصة للأطباء العاملين في المناطق النائية، فضلا عن استقطاب أطباء من الخارج لسد الخصاص المسجل في هذا القطاع الحيوي.
ولفت الأمين العام إلى ارتفاع معدلات الفقر الناتجة عن نسب البطالة التي تصل لـ 29% بالإقليم، معتبرا أنه من غير المقبول أن يصل المعدل الوطني للفقر في المجال الحضري إلى 6% وأن يبلغ 13% في العالم القروي وطنياً، بينما تسجل مناطق مثل بويبلان نسبة مقلقة تصل إلى 49%، مشددا على ضرورة الخروج من منطق السياسات التقليدية في المجال الاجتماعي، إلى وضع برامج مندمجة تشمل الطرق والمستشفيات والمدارس والربط بشبكة الإنترنت، لضمان تنمية شاملة ومتوازنة تحد من الفوارق المجالية وتحقق العدالة الاجتماعية والمجالية المنشودة.
كما أكد نزار بركة أن الإحصاء العام للقطيع الوطني يمثل فرصة ثمينة لوضع سياسة فلاحية واقعية وواضحة تضمن تطوير القطيع الوطني، مشيرا إلى أن الجفاف والتغيرات المناخية أصبحا واقعا ملموسا يجب التعامل معه بجدية، مسلطا الضوء على تداعيات الجفاف الخطيرة على إقليم تازة، حيث تراجعت حصة الفرد من المياه إلى 200 متر مكعب سنويا مقابل 650 مترا مكعبا على الصعيد الوطني، إضافة إلى إشكاليات متعلقة بالفرشة المائية مما يضر بالقطاع الفلاحي ويستدعي بشكل عاجل تبني فلاحة مستدامة غير مستهلكة للماء.
ودعا الأمين العام إلى ضرورة العمل على تطوير السياحة القروية والإيكولوجية، مؤكدا أن تازة تتمتع بمقومات إيكولوجية هامة وتاريخ عريق يستوجب الاستثمار فيه بشكل فعال، داعيا جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في استثمار كل هذه المقومات، مع التركيز على تطوير الصناعة التقليدية والصناعات الغذائية والتجارة الإلكترونية.
وأشار نزار بركة إلى الامتياز الخاص الذي يمنحه الإقليم للمستثمرين، في إطار ميثاق الاستثمار الجديد، حيث توفر الدولة دعما يصل لـ 10% للمستثمرين الراغبين في توطين استثماراتهم بإقليم تازة، وهو دعم لا يستفيد منه المستثمرون في المدن الكبرى، مشدداً على الموقع الاستراتيجي المتميز للإقليم الذي يربطه طريق سيار بالرباط وكذا وجدة، مع استفادته من مشروع الطريق السيار جرسيف – الناظور، ما من شأنه تمكين الإقليم من التصدير والانفتاح على الأسواق الدولية عبر ميناء الناظور غرب المتوسط، حيث سيقلص هذا الطريق مدة السفر بين الناظور وتازة إلى قرابة ساعتين، مستعرضا جملة من المشاريع الهامة التي تهم إقليم تازة، خاصة في قطاعي التجهيز والماء، بما في ذلك مشاريع السدود والطرق التي من شأنها تعزيز البنية التحتية للإقليم والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للساكنة وتشجيع الاستثمار.
كما توقف الأمين العام عند الرهانات المعقودة على الانتخابات التشريعية المقبلة، معربا عن تخوفه الكبير من تسجيل نسبة مشاركة ضعيفة، وهو ما من شأنه أن يمس بمصداقية المؤسسات المنتخبة، محذرا من أن مصداقية الحكومة المقبلة ستكون على المحك في الانتخابات المقبلة، خاصة أنها ستتولى مسؤولية الإشراف على مفاوضات حاسمة تتعلق بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مما يستدعي تعبئة شاملة لضمان نجاح هذه الاستحقاقات الوطنية الهامة.
ومن جهته، أكد منير شنتير أن المدرسة الاستقلالية علمتنا أن الكرامة والعدالة ليست مجرد شعارات ترفع، بل حقوق أصيلة يجب الدفاع عنها وتحقيقها على أرض الواقع، معربا عن فخر حزب الاستقلال بحصيلته على مستوى إقليم تازة، مشيدا بثقة ساكنة الإقليم التي شرفت الحزب بتحمل مسؤولية تمثيلها وخدمة قضاياها.
وشدد شنتير على أن العمل السياسي ليس تنافسا على المقاعد والمناصب، بل هو مسؤولية أمام الوطن والمواطنين، تربط القرار التشريعي بالضمير الشعبي وتحتكم إلى مصلحة الجماهير، مؤكدا أن حزب الاستقلال يمثل مدرسة الصدق والوفاء، وأن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالقرارات الصعبة والشجاعة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
واختُتِمت أشغال المهرجان الخطابي التواصلي بتقديم دروع تكريمية من طرف الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، إلى جانب الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية، لفائدة عدد من رواد الحزب ومناضلاته ومناضليه الأوفياء بإقليم تازة، تقديراً لنضالهم وخدماتهم الجليلة ودفاعهم المستميت عن قيم ومبادئ حزب الاستقلال.













