أبو القاسم الشبري.. المغرب سجل “التبوريدة” في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو
www.alhadattv.ma
بعد مسار توثيق طويل للثراث الشعبي ” تبوريدة”، أفاد أبو القاسم الشبري،باحث متخصص في التراث المغربي البرتغالي والعمارة الطينية وتجارة القوافل والتاريخ المغربي الافريقي ،في دردشة قصيرة ، أمس الخميس، بمدينة تازة على هامش تنظيم النسخة الأولى من مهرجان الفنون الحية والذاكرة الثقافية بتازة التي ستنطلق اليوم الجمعة 28 نونبر الجاري، أن اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونيسكو،أدرجت بشكل رسمي طلب المملكة المغربية المتعلق بتسجيل وإدراج الثراث الشعبي «التبوريدة» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية منذ سنة 2021.
هذه الجهود، التي عملت الجهات الوصية على إعداد ملفها وسهرت على توثيقها وقدمتها باسم وزارة الثقافة المغربية، تشكل، وفق الشبري، اعترافا دوليا بإرث مغربي أصيل ورافدا مهما من الروافد الفنية الغنية للمغرب ومكوّنا مرجعيا من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة.
وتعد “التبوريدة” طقسا احتفاليا وفلكلوريا عريقا لدى المغاربة مرتبطا بالهيتي بقبائل غياثة وغيرها، وهي ليست وليدة العصر، لذلك باتت مرتبطة في أذهانهم بتقاليد وعادات تجمع بين المقدس والدنيوي، حيث تصاحبها مجموعة من الأغاني والمواويل والصيحات المرافقة لعروضها والتي تحيل على مواقف بطولية، وهي تمجد البارود والبندقية التي تشكل جزء مهما من العرض الذي يقدمه الفرسان، خاصة عندما ينتهي العرض بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية يتم خلالها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان، وأيضا تحديد درجة تحكم الفارس بالجواد.
وتشكل التبوريدة جزءا لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل الذي يعيد الذاكرة الشعبية والمتفرجين في مناسبات عديدة إلى عهود مضت، وهنا يمكن القول إن المغاربة الذين يمتلكون الخيول المدربة على التبوريدة هم من علية القوم في القبيلة وأصحاب خبرة وشأن عظيم ونخوة وقيمة في البلاد.
