وداع إخوة بنكمرة لعامل إقليم تازة وسط ارتسامات من التقدير والاحترام

www.alhadattv.ma
في لحظة امتزجت فيها مشاعر التأثر والامتنان، حظي عامل الإقليم السيد مصطفى المعزة بعدد من التكريمات من طرف برلمانيين وفعاليات المجتمع المدني وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية ، اعترافاً بمجهوداته الكبيرة طيلة فترة توليه المسؤولية تقديرا لما قدمه السيد مصطفى المعزة،خلال فترة عمله الممتدة من سنة 2018 الى أواخر شهر أكتوبر من سنة 2025 ، مؤكدين أنه كان نموذجاً للمسؤول الجاد والمتفاني، حيث بصم بفكره وانضباطه على مسار تنموي واداري متميز في الإقليم، والتحديات والظروف القاسية التي طبعت بعض المحطات.
هذا و عكست ارتسامات وأحاديث عن انتهاء مهام عامل الإقليم بتازة من طرف الفعاليات الجمعوية والمنتخبة والمصالح الخارجية عمق العلاقة التي نسجها العامل مع مختلف مكونات الإقليم، في مشهد قلّ نظيره في مثل هذه المناسبات .
أجمعوا على أنهم سيفقدون رجلا حكيما هادئا فاعلا متفاعلا، معددين خصالا حميدة، حيث أفلح في ترجمة مفهوم إدارة العهد الجديد.
وخلال أجواء خبر المغادرة المؤثرة، تطبعها كلمات أشاد من خلالها إخوان بنكمرة ، عبدالمجيد وحافظ ورضوان .. بخصال السيد العامل وإخلاصه وحنكته وتفانيه في عمله، وحسن معالجة للقضايا وملفات الساكنة، وتواجده المستمر إلى جانب المواطنين، ومعاملته الطيبة لهم التي أكسبته حبهم واحترام وتفانيه في العمل طيلة مشوراه المهني بإقليم تازة، وبالنظر الى الجهود والعمل على بناء علاقة وطيدة تجاوبية وتواصلية مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، ومسؤولي مختلف الإدارات والقطاعات العمومية والجماعات الترابية، بروح من المسؤولية وفي جو من التعاون والتنسيق التام خدمة للصالح العام.
وقد عكست الإرتسامات الصادقة لإخوان بنكمرة التأثير الذي أحدثه هذا الشخص في حياتهم. وكان من الواضح أن لطفه ومثابرته لامست قلوب الكثيرين، تاركًا وراءه إرثًا من التميز والنزاهة.
كلمات معبرة، صدرت من الإخوان بنكمرة ، وهم أناس عاينوا الرجل عن قرب واكتشفوا ماهيته، طيلة سبعة سنوات، إلا أن حركيته وتفاعله جعلاه يكون قريبا من المواطن، ويتعرف عليه الفاعلون والمرتفقون ممن ترردوا على العمالة أو من التقوه.
يتميز الرجل بالهدوء والابتسامة المسيطرة على محياه ، جمع بين الأخلاق والجد، والإنسانية والتفاؤل،يقول عبدالمجيد الأخ الأكبر لإخوان بنكمرة، إذ أن باب مكتبه مفتوح، يصغي ويتأمل، وكل المشاكل تحل، ولو بالإقناع، فأسلوبه يضع المرتفق في صلب المسؤولية، حالات الطوارئ والحوادث تجده بالميدان يتفقد ويتدخل .
السيد مصطفى المعزة، يقول عبدالمجيد بنكمرة ، قدّم إنجازات هامة في عدة مجالات على مدار السنوات التي تولى فيها المسؤولية. أبرز إنجازاته تشمل.. على سبيل المثال ، لا الحصر :
قاد عدة مشاريع في البنية التحتية، مثل تطوير ملاعب القرب، المسبح بباب بودير وتأهيل الجماعات القروية و بادر بتوفير سيارات الإسعاف لعدة جماعات قروية، ما ساهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية. كما أطلق مبادرات لدعم قطاع الصحة من خلال تجهيزات إضافية وتوفير الموارد البشرية كما اهتم بتطوير البنية التحتية التعليمية ومحاربة الهدر المدرسي في الجماعات الترابية عبر مبادرات متعددة تهدف إلى تحسين فرص التعليم في المناطق الجبلية و أشرف على عدد من المشاريع التنموية في المنطقة، أبرزها المشاريع التي تم إطلاقها أو تدشينها تحت إشرافه ، كبناء دار الاقتصاد التضامني في إطار تشجيع الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية و مشاريع فك العزلة عن المناطق القروية كما أشرف على جهود إعادة تأهيل المراكز الهشة، حيث اعتمدت العملية على تقييمات محلية ودراسات تقنية، مما يعزز ثقته كمسؤول مؤتمن من طرف السلطات العليا في البلاد.
وصرح السيد عبدالمجيد بنكمرة ، رئيس المجلس الترابي لباب بودير في هذا المقام ، أن السيد مصطفى المعزة ، ترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة في المنطقة، سواء كان ذلك في مجال الصحة، التعليم، الاقتصاد، أو غيرهما.. واضاف : لن ننسى تأثير عامل الإقليم على الجماعة بجميع دواويرها، فقد قام بتحسين البنية التحتية، وتطوير الخدمات العامة. كما قدم دعماً للمشاريع الاقتصادية التي أثرت إيجابيا على الحياة الاقتصادية في المنطقة.. .وهذا يعكس اهتمامه برفاهية السكان وتطور الجماعة، يستحق الاحترام والتقدير. سيبقى اسمه مرتبطا بتطور الجماعة وستظل بصمته خالدة في ذاكرة السكان..شخص قام بتحويل الجماعة إلى وجهة سياحية مزدهرة ومحببة للجميع و بفضل جهوده الحثيثة ومثابرته، تمكن من تطوير البنية التحتية لمغارة فريواطو الشهيرة عالميا وتوفير الخدمات الضرورية للسياح وتحويل مركز الجماعة الى ديكور معماري خلاب …
وفي هذا الصدد ، صرح المستشار الجماعي بجماعة تازة وأحد أشقاء الإخوة بنكمرة عبدالحافظ ، لموقع “الحدث تيفي” : ” شهادة اعتز بها ،كون السيد مصطفى المعزة ،يمتلك عزيمة قوية وجدية واستقامة وتقدير في مجال العمل، يتحلى بالقدرة على تحديد أهدافه والعمل بجدية واجتهاد لتحقيقها بكل تفانٍ.. بالإضافة إلى ذلك، كونه ملتزما بالقيم الأخلاقية والمهنية، مما يجعله محترما ومحبوبا من قبل ساكنة الإقليم …فهو يمثل نموذجا يحتذى به في عالم العمل، حيث يعكس قيم المسؤولية والاتزان والاحترافية..يعتزم اليوم هذا الشخص الرائع الرحيل عن الإقليم، ولكن إرثه سيبقى حاضرا في قلوب الناس دائمًا.. بجهوده الكبيرة وإصراره الثابت، ترك أثرًا إيجابيا على حياة سكان الإقليم..ولهذا، وجب علينا أن نقدر ونحترم تلك الجهود ونواصل الحفاظ على التطور والازدهار الذي شهده الإقليم تحت إشرافه.
وفي ختام دردشة الإخوة بنكمرة مع “الحدث تيفي”، توحدت شهاداتهم ، حيث كتب أصغر إخوة بنكمرة ما يلي:
“بكل صدق وأمانة، وبدون مجاملة أو تزيين للكلام، أقول ما يمليه عليّ الضمير والوفاء: شهادة حقّ في شخص السيد مصطفى المعزة، العامل السابق على إقليم تازة.
لقد عرفته عن قرب، من خلال عضويتي باللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بصفتي أحد الفاعلين الاقتصاديين بالإقليم، وشهدت بنفسي حجم الجهود التي بذلها بإخلاص وتفانٍ في سبيل خدمة ساكنة تازة.
وأقولها بكل موضوعية، وأترك لمن عايش التجربة معي من أعضاء اللجنة أن يؤكد أو ينفي ما أقول: لقد كان السيد مصطفى المعزة نموذجًا للمسؤول الميداني القريب من الناس، الحريص على متابعة المشاريع بنفسه، والمتفاعل مع احتياجات المواطنين بجدّية وواقعية.
في عهده، عرفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم دفعة نوعية حقيقية في مجالات التنمية الاجتماعية، من خلال بناء وتجهيز دور الطالبات والفتيات ومراكز الإيواء، واقتناء سيارات الإسعاف والنقل المدرسي ووسائل نقل مرضى القصور الكلوي، وإعادة تهيئة دار العجزة والمراكز الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب إشرافه المباشر على عدد من المشاريع الصحية بالمستوصفات والمراكز القروية.
هي بصمات واضحة سيذكرها التاريخ، لأنها حملت طابع الإخلاص والجدية، ولامست فعلاً حياة المواطنين.
فله منا كل التقدير والاحترام، ودعاؤنا له بالتوفيق في مساره المهني الجديد، لما فيه خير الوطن وخدمة المواطن.